الخميس، ١١ يناير ٢٠٠٧

ص 6 رسم صورة امراة الحان فى قصص محمود البدوى

· فى قصة ليلة فى الحان

وفيها يصف المرأة التى قابلها فى الحان وكان تعس النفس ، ضيق الصدر ، مشتت الخاطر :

" نظرت إلى وجهها الأبيض المشرب بالحمرة الخفيفة الذاهبة ، وأحسست بجسمى يهتز ، وبقلبى يرتجف بشدة .. وتلاقت أعيننا مرة ثانية .. .. إنهما تغايران العيون التى شاهدتها وألفتها ، قرأت فى أعماقهما شيئا غريبا غامضا لم أقرأه فى عينين بشريتين من قبل .. وأجالت طرفها فى جوانب الحان ، وأخذت فى خلال ذلك أتفرس فى جسمها الفائض سحرا على ثوبها السنجابى الصوفى المزرقش ، وشعرها الأسود المرسل وراء جيدها الطويل الأتلع ، وقبعتها الرمادية المائلة على جبينها المستوى المشرق ، وهدبها المسبل على عينيها ، وشعرت بعد ذلك بشعور لذيذ ، انتشت له جوارحى ، وتفتحت نفسى ، وانزاحت الغشاوة عن بصرى ، وذاب الهم فى صدرى .. نسيت الوجود بمشاغله وأحزانه ، وفكرت فيها وهى جالسة على قرب منى ، وعليها ذل الفقر وعناء الشقاء الشديد ...

وكانت رغم بياضها مصرية الدم والنظرات والبسمات ، تنفرد بوجه انسانى تعبر ملامحه عن أسمى النفوس البشرية وأنقاها ، وهذا ما جذبنى إليها ، ورفعنى عن مستوى الناس وتقاليدهم وتفكيرهم ، وجعلنى أفكر فيها بقلبى ".

" بقيت صورتها ماثلة أمام نظرى أينما رحت وغدوت وحللت ، بقيت كما شاهدتها أول مرة ، والابتسامة الخفيفة الشاحبة تخطف على شفتيها كما يخطف البرق فى ظلام وليل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة ليلة فى الحان ـــــــــ مجموعة فندق الدانوب 1941
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات: