الخميس، ١١ يناير ٢٠٠٧

ص 10 رسم صورة امرأة من الريف

فى قصة " العزبة الجديدة "

يصف الراوى امرأة الخفير حينما شاهدها صاحب العزبة أول مرة ، وبعد أن واجهته بعينيها الخضراوين ووجهها الصبوح تركته ومضت .. فيقول :

" ورآها وهى تمضى مدبرة .. خفيفة الحركة رشيقة .. وشعرها يتدلى مضفورا وراء ظهرها .. وكان فى عنقها كردان من تراب الكهرمان الأصفر وعلى رأسها منديل مطرز .. وكانت أشبه بالعروس المجلوة ولكن بزينة طبيعية فلا أصباغ ولا الوان .. وكانت تتكلم بحرية .. دون كلفة كما علمتها الطبيعة ودون خجل .. لأنها ســافرة وتعمــل فى الحقل .. واعتــادت على مواجهة الرجــال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة العزبة الجديدة ـ م . الجيل الجديدة 1954
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وفى قصة الأعمى يصف فتاة الريف ويقول عنها :
فتاة الريف لا تزال بخلقها البكر ، لا يزال ضميرها حيا ، لم تخدره بهارج المدينة الكاذبة ، إنها لا تزال ترى الأشياء على حقيقتها .. لا تزال بطبعها البكر ، طاهرة نقية ، قوية الإيمان عفيفة الأزار .. تستهول الجريمة الجنسية ، وتستفظع الخيانة الزوجية ، وترجف حتى من مجرد التفكير فيها .. هكذا شعورها بفطرته ..

تعرف من غير معلم ولا مدرسة أنها خلقت لرجل واحد ليس إلا ..

رجل واحد يأخذ منها قلبها وجسمها ، ويستغرق تفكيرها ووجودها ، وتدفعها فطرتها على أن تكون له أبدا ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العمل الأدبى الأول لمحمود البدوى ونشرت القصة فى مجلة الرسالة بالعددين 156 و 157 بتاريخى 29/6 و 6/7/1936

ص 9 رسم صورة المرأة الحزينة فى قصص محمود البدوى

قصة لاتباع

كان الرسام يجلس فى الفراندة والظلام مخيم ورأى فى البيت الملاصق له امرأة ..
ويقول
" تتحرك فى غرفتها .. وكان المصراع الأيسر من النافذة هو المفتوح .. وكانت ترتدى ملابس سوداء وعلى رأسها طرحة قد أدارتها حول جيدها وأسدلتها على صدرها .. وبدا وجهها فى هذا السواد متألقا كالمصباح .. وكانت كأنها عائدة من حفلة حداد أو تعزية .. فى ميت ..

وأخذت تروح وتجىء فى الغرفة وهى بكامل ثيابها .. ثم أخذت تتجرد من ملابسها قطعة قطعة ..

ولعلها كانت مطمئنة تماما إلى أنه لا أحد يراها .. لأنها تمهلت وهى تفعل ذلك .. وبقيت مدة طويلة وهى بملابسها الداخلية ..

ثم جلست على حافة السرير وأخذت تخلع الجورب .. وكان " سعيد " يرى أناملها وهى تتحرك فى لين .. على ساقيها .. وأعجبه قوامها الممشوق وفتنة جسدها .. واحتفاظها بنضارتها وشبابها مع أنها تجاوزت الثلاثين .

وتأملها فى محاسنها .. وكانت طويلة القامة ممشوقة الجسم .. سوداء الشعر .. ملفوفة الساقين والفخذين .. صغيرة القدمين .. وكان وجهها طويلا وأسنانها بيضاء جميلة .. وكانت عيناها سوداوين ناعستين .. فيهما كل مفاتن المرأة المصرية .

وسر لهذا الوجه الأبيض الجميل الذى يلبس الطرحة ويرتدى السواد .. وتمنى لو تكـون موديلا له .. ونام وصــورة هـــذه المرأة فى مخيلته ..".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ قصة لا تباع ـــــــــ نشرت فى م . الجيل الجديدة 20121954
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

· قصة " المفتاح "

ذهب الراوى فى ليلة شتوية إلى بيت صاحبة ليقدم العزاء فى وفاته وجلس فى الصالة وكان باب غرفتها مفتوحا ..

ويقول :
" وأحس بها وهى رائحة وغادية فى الغرفة فى ثوبها الأسود محلولة الشعر ، مهدلة الثوب ، غير عابئة بزينتها كأنثى فى رونق شبابها ..

ثم رآها تجلس منحنية على الكرسى الوحيد فى الغرفة ، وهى تنشج ، وسمع بكاءها ونشيجها ، وشاهد وهو جالس تقلصات جسمها وتشنجه ، ولكنه لم يستطع أن يدخل عليها الغرفة ويفعل شيئا لاسكاتها ..

وأدرك أن " الشغالة " أخبرتها بحضوره فأثار هذا ذكرياتها وشجنها ، أثار عواطفها وأطلق أحاسيس قوية كانت محبوسه ..

كان الباب الموارب يسمح له بأن يراها بكل جسمها ، وهى منثنية على الكرسى ، طاوية جزعها ، ودائرة برأسها نصف دورة حتى لاتراه ..

ولكنها فى غفلة منه وضعت على رأسها شالها .. فعرف أنها نهضت وتناولت الشال ثم رجعت إلى مكانها دون أن يشعر بها ..

ورغم الجلسة المنثنية والتى تبدو غير مريحة على الاطلاق .. فقد بدت قامتها الطويلة وبدت رشاقة جسمها ، ودوران كتفيها ، وامتلاء صدرها الذى كان الثوب الصوفى يغطيه بقوة ويضمه ولكنه لايخفى تقاطيعه ومفاتنه ..

وظهر الجيد أبيض ناعما ، فقد انحسر الشال الأسود عن شعرها الفاحم ، وعن عنقها فى لحظة غير واعية من لحظات الانفجار الحسى ..

وأبصر أنها تلفتت تجاهه ورأته ثم حولت رأسها على عجل بحركة انثوية عفوية تفعلها الأنثى بالغريزة فى ساعات الحزن العصيبة ..

وانتصبت تتمشى فى الغرفة تروح جيئة وذهابا ..

وفى أثناء هذه الحركة الرتيبة التى كررتها دون ملل عشرات المرات ، غطت بالشال شعر رأسها الأسمر المتموج كله وأذنيها الصغيرتين ، وجيدها ونصف خديها ..

ولمح فى ساقها جوربا أسود طويل العنق ، يصل إلى الفخذين ، وينثنى هناك طيتين ثم يترك لون المرمر ونعومته فى نصف دائرة كاملة .. ويتيه بعدها البصر فى سواد الحرير المنحنى ونسجه ..

ووضعت فى القدمين حذاء أسود مطفى اللمعان .. وكانت قد خلعت فردة من الحذاء أثناء مشيها فى داخل الغرفة .. ثم جلست لتلبسها .. وواجهته هذه المرة بوجهها الشاحب وعينيها المخضلتين بالدمع ..

ومسحت عينيها بمنديل صغير طوته كثيرا حتى تكرمش وخطفت نظرة فى المرآة ثم خرجت إليه متثاقلة تمسك رأسها وعبراتها .. "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة المفتاح ــــــــــــــــــ ص . المساء 1821965
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قصة " الرسالة "

ويصف الراوى حال الزوجة التى جلست فى البيت فى انتظار عودة زوجها الذى ذهب إلى ميدان القتال فى حرب اكتوبر 1973
ويقول :

" وبعد ساعة دخلت الحمام .. وخرجت معطرة ، محلولة الشعر ، بادية النضارة .. وجلست فى غرفتها أمام المرآة تتزين وتمشط شعرها ..

ثم انتقت أجمل ثيابها .. ثوبا مخمليا يبرز تقاطيع جسدها ، وكل ما فيه من فتنة .. وجلست على حافة السرير ، ترتدى جوربا من النيلون فى لون بشرتها .. ومدت قدمها الصغيرة وساقها الجميلة ..

وبدت الساق عارية وملتفة وفى لون اللبن الممزوج بالعسل المصفى .. وغطت هذه النعومة حتى الفخذ بجورب ثم تناولت الثانى .. وعندما دق جرس الباب توقفت تتسمع وأصابعها ضاغطة على الفخذ الدافىء .. ثم واصلت رفع الجورب بعد أن أدركت أن الصوت لايعنيها وأن الشغالة تحادث الجارة ..

ثم لبست حذاءها ووقفت أمام المرآة .. وكانت النافذة مفتوحة على نهار جميل .. فحركت أنفاس الهواء شعرها .. ونضرت وجهها ، وأجرت الدم فى شفتيها .. والبريق فى عينيها ورأت الثوب المخملى قد حدد خطوط جسمها .. الوركين .. والخصر .. وبروز الصدر ..

وتنفست الصعداء .. وجلست فى الشرفة تتطلع إلى الطريق ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ قصة الرسالة ـــــــــــ م . الثقافة عدد يناير 1974
نشرت القصة على الرابط
http://arabicstory1908.blogspot.com/2006/12/1973.html

ص 8 المرأة الأجنبية فى قصص محمود البدوى

فى قصة " امرأة أحلامى

كان الراوى يقيم فى بنسيون بمدينة الإسكندرية تديره سيدة أجنبية ، وسمع حركة أقدام تقترب من غرفته ووجه عينه ناحية الباب .. ويقول :

" ومر الظل أمام الباب أكثر من مرة .. كانت ذاهبة إلى المطبخ وعائدة منه ، وكانت تغنى فى رواحها ومجيئها بصوت أخذ بمجامع قلبى ، وأسر لبى .. لم أسمع صوتا أحلى من هذا الصوت .. لم تكن تغنى بلغة أعرفها ، ولكن الصوت كان موسيقيا ، واضح النبرات ، لين المخارج ، حلو الرنين .... يهفو إلىّ حلوا قويا .. وبعد الصوت عن سمعى ثم انقطع "

وخرج من حجرته فرأى صاحبة الصوت جالسة على أريكة بالقرب من الباب الخارجى .. ويقول :

" فتحول نظرى إليها وهى مطرقة .. وأخذ قلبى يزداد وجيبه .. ورفعت رأسها .. ورأيت وجهها الصبوح الفاتن لأول مرة ، وتشربت روحى من حسنه .. وتبادلت معها كلمات قليلة ، ووجهها فى خلال ذلك يحمر ، ويرف لونه ، ويزداد سحره " .

وأخذ يحادثها مرة أخرى .. ويقول :

" فتوردت وجنتاها .. وظهر عليها الحياء الذى بدا منها عندما قابلتها أول مرة .. وعاد إلى عينيها ذلك البريق الفاتن الذى يشاهد فى عينى العذراء قبل أن تنخرط فى البكاء ، أو تنخرط فى الضحك
*****
قصة امرأة أحلامى ـــــــــــ مجموعة فندق الدانوب 1941
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفى قصة " حياة رجل "
وعن امرأة أجنبية واعدت شاعرا شابا للحضور إليها فى الفندق الذى تقيم فيه لقراءة الشعر
ويقول
" وكانت فى انتظارى بغرفتها .. وكانت فى أبدع زينة .. وفى ثوب من المخمل الأزرق ، وقد زادها فتنة ، وأكسب وجهها سحرا فوق سحره .

وجلست على الأريكة ، وأجلستنى بجوارها .. وأخذنا نتحدث عن بيتهوفن ، وفاجنر ، وموزار .. ونقرأ شعر شيلى .. وكان صوتها رقيقا ، وحديثها عذبا ، وكنت مأخوذا بسحر جديد ، وجو غريب لم آلفه .. وشعرت بروحى تتشرب من رحيقها ، وبنشوة لذيذة تسرى فى كيانى كله ! ....

ونهضت .. وفتحت حقيبتها .. وأخرجت الديوان .. ووضعته على المائدة .. ثم وقفت أمام المرآة لحظات ، ومرت بيدها على جبينها وحلت شعرها .. فانسدل طويلا على ظهرها .. وكان أسود كالليل ، ومتموجا براقا كصفحة الغدير .. وكان أبدع شىء فيها ، وكانت تعرف تأثيره وسحره على صبى فى مثل سنى
*****
قصة حياة رجل ـــــــــ مجموعة الذئاب الجائعة 1944
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وفى قصة " فى القطار

يصف رفيقته فى القطار وهو فى طريقه إلى كونستنزا .. فيقول :

" كانت السيدة التى ترافقنى فى السفر ، مضطجعة فى ركن من الديوان وقد فتحت كتابا .. ورفعت بصرى إليها ، ورأيت وجهها الدقيق وملامحها الساكنة ، والسواد الشديد الذى يبدو من عينيها ، وأدركت أنها رومانية أو بلغارية أو تركية ، فهذا الوجه بملامحه وسماته الشرقية ، لاتراه إلا فى هاتيك البلاد .....

كانت قد استراحت فى ركن من العربة ، وأغلقت عينيها .. رأيت هذه الأهداب الوطف ، تسبل على هاتين العينين الساجيتين .. وهذا الأنف الدقيق ، يتنفس فى هدوء .. وهذا الشعر الغزير الفاحم ينسدل على الجبين .. وهذا الجسم الممشوق يسترخى ، ويستقبل نسمات المساء اللينة فى كسل ظاهر .. كانت قد تركت جسمها يتمدد على حريته ، وحد طاقته .. دون أن تقيد نفسها بوجودى .. وكان القمر كلما تخلص من السحاب ، أراق ضوءه الفضى على وجهها ، فضرج وجناته ، وعلى شعرها فذهب حواشيه ! "
*****
قصة فى القطار ــــــــ مجموعة الذئاب الجائعة 1944
نشرت القصة على الرابط
http://arabicstory1908.blogspot.com/2006/12/blog-post_5063.html
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة " الخنزير

ويصف المرأة الأجنبية زوجة صاحب الشركة التى يعمل بها فى مدينة السويس .. فيقول :

"كانت منفردة وادعة تحب الطبيعة ومجاليها الرائعة .. تجلس فى النهار فى حديقة منزلها تطالع أو ترسم بعض اللوحات الفنية وفى الغروب تخرج بزورقها فى عرض البحر ..

كنت إذا رأيتها فى وسط الزورق ، وهى واقفة عند الدفة ، وقد حلت جدائل شعرها ، واستقبلت الشمس الغاربة بوجهها تحسبها حورية خارجة من البحر .. "

" رأتنى وهتفت بى فى صوت حلو .. فاقتربت .. وكانت واقفة فى وسط الزورق وقد القت مرساه إلى الشاطىء .. وكانت ترتدى بنطلونا أزرق وقميصا قصير الأكمام .. ووجهها يلمع وعليه آثار عرق كأنها كانت تعانى جهدا مضنيا .
*****
قصة الخنزير ـــــــــــ مجموعة العذراء والليل

1956
نشرت القصة على الرابط
http://arabicstory1908.blogspot.com/2006/12/blog-post_7434.html
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

· قصة " دروس خصوصية

يصف الفتاة الأجنبية التى كانت تستقبل الطلبة فى بيت معلم اللغة الإنجليزية .. فيقول :

" وكنا نرى " لوسين " وهى رائحة وغادية فى البيت .. ترتدى الروب المفتوح وفى فمها السيجارة .. وقد حلت شعرها وتركته ينسدل على كتفيها .. وكانت تحدثنا مبتسمة وعيناها تلمعان .. وتسألنا عن مدى تقدمنا فى الدرس .. وتقلب فى الكتب التى بين أيدينا .. ثم تنساب فى خفة إلى المطبخ لتصنع القهوة ..

وكانت فى أيام الحر اللافحة .. تلف رأسها بفوطة مبلولة .. وتلبس قميصا قصيرا إلى مافوق الركبة
..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــ دروس خصوصية ـــ م . الرسالة الجديدة 181954
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة " القطار الأزرق

ذهب الراوى يركب القطار المتجه إلى ليننجراد ووصل قبل موعد السفر بمدة طويلة ووقف على الرصيف يرتعش من البرد ، فأشفقت عليه موظفة مسنة فى المحطة فأدخلته قاعة انتظار الضيوف ومعه فتاة فنلندية ، وهى غرفة فسيحة مكيفة ، وشعرا بالدفء والراحة ..

ويقول :
" وخلعت معطفى وغطاء الرأس والكوفية الصوفية ، وخلعت نادية معطفها وقبعتها وقفازها ..

وبدا شعرها الأسود مرسلا متموجا شديد اللمعان ، وتألقت عيناها بعد أن خلعت القبعة وزاد ما فيهما من صفاء ورقة ، وأسفرت عن فستان كحلى من الصوف جيد النسيج ، محكم التفصيل ، أضفى سحرا جديدا على بشرة فى لون المرمر ونعومته ، وزاد على الوجه نضارة وحسنا .

وقدرت سنها بما لايزيد على الثلاثين ، فقد بدت فى الجمال الآسر للمرأة عندما يكتمل عقلها وجسمها معا .. ويزداد بريق عينيها ، وتنفجر أنوثة وحيوية وهى تأخذ من الحياة قبل أن تولى عنها ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


· قصة " الزورق المقلوب "

كان الراوى فى مدينة وهران بالجزائر وتقابل صدفة مع والد تلميذته الطالبة بالجامعة واتفق معه على قضاء يوم جميل على شاطىء البحر ..

وفى اليوم المتفق عليه ، تقابل معه وركب سيارته ومر على البيت ، وصعد إليه ، ونزلتا معه " زبيدة " ومربيتها السوداء " صالحة " وكانت

" فى برنس أزرق زاهى اللون يضفى انعكاسا باهرا على تقاطيع وجهها الجميلة .. وكانت لفاء العود متناسقة التركيب .. وعيناها الواسعتان تلمعان فى وهج أخاذ ..

وقبل أن تدخل فى جوف السيارة ألقت على شخصى نظرة سريعة ولكنها فاحصة ..

أما " زبيدة " فكانت تلبس برنسا أبيض .. وقد غطت وجهها وشعرها ، إلا من حيث يبرز جزء من الأنف ، وتبرز العينان البنيتان .. ولولا رنة صوتها ، والابتسامة المشعة من عينيها ، لعرفتها بعد لأى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ قصة الزورق المقلوب ــ م . الثقافة عدد ديسمبر 1976
نشرت على الرابط
http://arabicstory1908.blogspot.com/2006/12/blog-post_4655.html

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

· قصة " الجعران

يقول الراوى عن فتاة صغيرة قابلها فى فندق ليننجراد وجلست بجانبه :

" كانت ترتدى جونلة وبلوزة من الصوف الغامق من لونين مختلفين ، ولكن فى انسجام .. وكانت الجونلة قصيرة ، كزى كل الفتيات الأوربيات فى سن الثامنة عشرة .. فبدت بجانبى نصف عارية بفخذيها الممتلئتين .. وفى بياض اللبن الخالص ونعومة الديباج .. كانت ملتهبة الوجنتين محلولة الشعر .. والشعر أسود .. والعينان واسعتان جميلتان فى بريق أخاذ ولون سنجابى مشع ..

وكانت شفتاها الرقيقتان ترسمان حلم فتاة تنعم بالحياة البهيجة والسعة فى الرزق "

ويقول عن أم الفتاة

" كانت طويلة مثل طولى وأطول من زوجها الطيب وأطول من ابنتها .. وجسمها الرشيق بكل ما فيه من جمال وفتنة قد طواه رداء عنابى من قطعة واحدة ..

وكان الجورب ورديا خفيفا ارتفع إلى نصف الفخذ وأبرز ساقين مخروطيتين .. كأنما صنعهما ميكائيل انجلو وهو فى ساعة تجل وفى قمة براعته .. ثم قطعت بعدها ذراعه ـ كما قطعت يد سنمار ـ حتى لايصنع بعد هذا الجمال شيئا مثله أبدا ..

وعندما خلعت قبعتها الزرقاء ومعطفها شممت رائحة البنفسج من شعر طويل متموج وفى سواد الأبنوس النقى وبريقه ..

ونظرت إلى يديها وأصابعها الطويلة الدقيقة وأنا من فرط الصفاء أرى الدم يجرى فى الشرايين الصغيرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ قصة الجعران ـــــــــ م . الثقافة عدد يونيو 1974

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ص 7 رسم صورة امرأة من التعساء قى قصص محمود البدوى

فى قصة " طريق الفناء

وقعت عين الراوى على امرأة من أولائك التعساء المناكيد الذين يقضون الليل على الرصيف .. فيقول :

" كان لباسها الأسود يكسيها جمالا فوق جمالها وحسنها .. فعلى الرغم من تعب الحياة ونكد العيش ، فإن جسمها ووجهها احتفظا بشبابهما ونضارتهما وعافيتهما ، كل ما يغيرها عن الأخريات من لداتها اللاتى فى مثل سنها ، ولكنهن لسن فى مثل بؤسها ، إن وجههاالجميل كان دائما حزينا باكيا ، على أن جسمها بقى بضا لينا ناضرا ، وإذا أمعنت النظر فى نحرها رأيت الحد الفاصل بين الجسم الأبيض الناعم والنحر الأسمر الملفوح بشمس الصيف ، وإذا مدت ساقيها لتستدفىء بحرارة الشمس ، رأيت ساقين خدلتين فى بياض ونعومة وفتنة ، تشوبهما حمرة خفيفة تأخذ فى الزيادة كلما قرب الساق من القدم المشقق الباطن من تعب السير فى الطريق ..

كانت تجلس فى صمت وسكون ، ورأسها مطأطأ وغلامها فى حجرها ، ويدها على فخذها ، فإذا نظرت إليها ، وأخذتك الشفقة عليها ، ووضعت فى يدها شيئا .. رفعت طرفها الضارع إليك ، فتذهل أمام نظراتها الذليلة وتفتن .. إنك لاتستطيع أن تواجه هاتين العينين السوداوين اللتين تديمان النظر إليك فى سكون ولكنك لاتقرأ فيهما شيئا مطلقا ، لاتعابير الشكر ولا دلائل الثناء .. تثبت العينان فى محاجرهما مدة ولاتطرفان ، فإذا انسحبت من أمامها ، تنطبق الأهداب الوطف على العينين الساجيتين ، وينطفىء السحر العجيب لحظات ، ثم تعود العينان لتستقرا على الأرض ".
******
قصة طريق الفناء ــــــــــــــ م . العصور 19111938
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى قصة " سكون العاصفة
ويصف فتاة رائعة الحسن ، جذابة الملامح ، من هؤلاء اللواتى تدفعهن الفاقة إلى العمل ، وكانت تبيع الحلوى ، وتمر على الجالسين فى المقهى ضاحكة مازحة ، استطاع بطل قصته أن يتحايل عليها ويجرها إلى بيته واطعمها ، وبعد أن امتلأت معدتها :

" ظهر عليها التعب وبدأت تتثاءب .. ورف لون وجهها من فعل الخمر ، وانفرجت شفتاها ، واحمرت عيناها ، وثقلت أهدابها ، وتفككت أوصال جسمها .. فارتمت على أريكة بالقرب من المائدة وظلت تحادثه من حين إلى حين ، وتنظر إليه بعينيها الناعستين ، حتى أحست بلين الفراش فنامت ..

وبقى فى مكانه يحتسى القهوة ويدخن ، وعيناه سابحتان فى قرار الكأس .. ثم رفع بصره إليها ، وهى نائمة حالمة ، وقد تهدل شعرها ، وتوردت وجنتاها ، وظهرت على وجهها كله آيات الطفولة البريئة ، وانمحت تكاليف العيش ومظاهر الصنعة من جسمها ونفسها .. فأشرق روحها وبدت على فطرتها .. وبان لون جسمها فى بياض العاج ونعومة الحرير .. وكانت إحدى ذراعيها تحت رأسها والأخرى عند خصرها .. فتحرك الجسم قليلا وارتفعت الذراع حتى جاوزت العنق ، وغاصت الأنامل الرقيقة فى الخد المورد ، وانحسر الثوب عن الساق ، وانزاح الشعر عن الجبين واهتزت الشفتان قليلا ، وتحرك الجسم حركة من يود الصحو ، على أن الأهداب بقيت مطبقة ، والأجفان مسبلة ، والنفس هادئا حالما ".
*****
قصة سكون العاصفة ـــــــــــــــ م. الرسالة 2431941
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
· وفى قصة " نساء فى الطريق

يصف امرأة تسير وحدها على كورنيش الإسكندرية فى الأربعينيات من القرن العشرين .. فيقول
"
لمحت شبحا من بعيد ، ظل امرأة ينسحب عن نور المصباح القائم فى الطريق ، مددت بصرى وأسرعت .

كانت تمشى الهوينى محاذية سور الكورنيش ، ولكنها لم تكن تنظر إلى البحر ، كانت تنظر إلى الأمام ولا تتلفت قط !

كانت فى ملاءة سوداء ، واقتربت منها ومشيت وراءها ، وعيناى لاتتحولان عنها .. لمحت جزءا من الساق ، وكان فى بياض المرمر وأشد منه لمعانا وفتنة ، وارتفع بصرى إلى الجسم كله من خلف ، وأخذنى مثل الدوار .....

ونظرت إلى وجهها ، وكانت تحجبه بخمار خفيف أسود .. كما يحجب الغمام وجه القمر .. نظرت إلى ذلك الوجه الأبيض ذى الخمار .. وتذكرت لوحات محمود سعيد لحسان بحرى .. الجسم نفسه ، الفتنة عينها ، ولكنها هنا تتحرك ".
*****
قصة نساء فى الطريق ـ مجموعة العربة الأخيرة 1948
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
· وفى قصة " السفينة "

يصف ابنة بواب العمارة .. فيقول
" وكانت حسنية فتاة بيضاء تعد فتنة فى النساء .. وكانت تعرف محاسن جسمها .. ولها طريقة فريدة فى لبس الملاءة وطيها ، والسير بها فى الشارع .. وكان شبان الحى يغازلونها بالكلام الخفى .. والصريح وهى لاترد على أحد منهم .. ..

وكان جمالها فريدا .. وحسنها محط الأنظار .. وكان لها صوت ناعم وضحكة تدوى كرنين الفضة الخالصة .. وكانت كأنما نحت جسمها مثال فنان قادر ..

وكان هذا الجسم يتحرك فى الشارع مائة مشوار فى اليوم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة السفينة ــــــــــــ م . الجيل الجديدة 1111954
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ص 6 رسم صورة امراة الحان فى قصص محمود البدوى

· فى قصة ليلة فى الحان

وفيها يصف المرأة التى قابلها فى الحان وكان تعس النفس ، ضيق الصدر ، مشتت الخاطر :

" نظرت إلى وجهها الأبيض المشرب بالحمرة الخفيفة الذاهبة ، وأحسست بجسمى يهتز ، وبقلبى يرتجف بشدة .. وتلاقت أعيننا مرة ثانية .. .. إنهما تغايران العيون التى شاهدتها وألفتها ، قرأت فى أعماقهما شيئا غريبا غامضا لم أقرأه فى عينين بشريتين من قبل .. وأجالت طرفها فى جوانب الحان ، وأخذت فى خلال ذلك أتفرس فى جسمها الفائض سحرا على ثوبها السنجابى الصوفى المزرقش ، وشعرها الأسود المرسل وراء جيدها الطويل الأتلع ، وقبعتها الرمادية المائلة على جبينها المستوى المشرق ، وهدبها المسبل على عينيها ، وشعرت بعد ذلك بشعور لذيذ ، انتشت له جوارحى ، وتفتحت نفسى ، وانزاحت الغشاوة عن بصرى ، وذاب الهم فى صدرى .. نسيت الوجود بمشاغله وأحزانه ، وفكرت فيها وهى جالسة على قرب منى ، وعليها ذل الفقر وعناء الشقاء الشديد ...

وكانت رغم بياضها مصرية الدم والنظرات والبسمات ، تنفرد بوجه انسانى تعبر ملامحه عن أسمى النفوس البشرية وأنقاها ، وهذا ما جذبنى إليها ، ورفعنى عن مستوى الناس وتقاليدهم وتفكيرهم ، وجعلنى أفكر فيها بقلبى ".

" بقيت صورتها ماثلة أمام نظرى أينما رحت وغدوت وحللت ، بقيت كما شاهدتها أول مرة ، والابتسامة الخفيفة الشاحبة تخطف على شفتيها كما يخطف البرق فى ظلام وليل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة ليلة فى الحان ـــــــــ مجموعة فندق الدانوب 1941
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ص 5 رسم صورة المرأة فى هونج كونج

فى قصة الفارس
يصف الملاحة الصينية التى ركب معها القارب فى هونج كونج .. فيقول :

" رغم أن الصينيات يغلب عليهن قصر القامة ، ولكن هذه كانت طويلة ملساء العود ، وفى فتحة عينيها الجانبية الجمال الصينى الآسر .... كانت تحرك زورقها بالمدراة من الخلف وهى واقفة منتصبة القامة وقد غطت شعرها الأسود الطويل بقبعة كبيرة تقيها المطر والريح ، وغطت صدرها بصدار ضم كل عظمها ولحمها بإحكام ، ولكنه أبرز نهديها واستدارة كتفيها فكأنما كشف الصدار عن المحاسن بدلا من أن يغطيها .

وتحت هذا الصدار سروال طويل يصل إلى قدميها مما اعتادت الملاحات لبسه فى هذه الزوارق .

ولكنهن إذا خرجن من الماء إلى الأرض لبسن الجونلة المفتوحة من الجانبين ككل الصينيات فى هونج كونج ، وأحكمن دثار الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة الفارس ــــــــــــ ص . مايو 28121981
نشرت على الرابط
http://arabicstory1908.blogspot.com/2006/12/blog-post_6901.html
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ص 4 رسم صورة المرأة التركية فى قصص محمود البدوى

* رواية " الرحيل "المنشورة عام 1935 :

يصف السيدة التركية التى وقعت عليها عينيه فى رحلته إلى تركيا وكانت جالسة على ظهر السفينة
..
فيقول

"كانت مرتدية جلبابا أبيض شد على جسمها فأبرز مفاتنه ، وحول خصرها نطاق أحمر يكاد معه الخصر ينقصف .. وعلى رأسها قبعة صغيرة زرقاء مالت على الجبين واستراحت على الشعر الأسود الناعم .. الذى أخذ منه المقص بمقدار ، فبان الجيد الأتلع وظهر العنق اللين .. وأطلت العيون السود النجل يجول فيها البريق الفائض بسحر الأنوثة من بين الأهداب الوطف .. وفاض الخد الأسيل بالحمرة الخفيفة التى كان لهواء البحر وشمس الصيف أثر فيها .. على أن الشفة وإن كانت مكتنزة باللحم بيد أنه كان يعوزها جريان الدم لتحمر ووفرة العافية لتلمع .. فشحبت لهذا قليلا .. والثوب الذى تدلى على السـاقين انحسر عـن الذراعـين فبـانا فى بياض العـاج ونعومة الحرير ..

وقد ارتفقت بذراع على مسند المقعد والقت الآخر على جسمهـا " .

ويقول عنها بعد أن شاهدها وهى غارقة فى بكاها سابحة فى دموعها :

" ورفعت وجهها الباكى فجأة والدمع يسيل على الخد المحترق ويتساقط لامعا فى غيابات الليل تساقط
حبات الدرارى من عقد
*****
ـ رواية الرحيل ــــــــــــــــــــــــ نشرت عام 1935
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفى قصة " المرأة التى أحببتها
يصف زوجة عمه وكانت من أصل تركى أثناء إقامته ببيته فى صعيد مصر
" وكانت ساعة العشاء أحب الساعات إلى نفسى .. لأنها كانت تجلس قبالتى على الطبلية .. وقد ارتدت رداء سابغا أسود وعلى رأسها طرحة فى لون الثوب .. وكنت لا أرى إلا يدها البيضاء الصغيرة وهى تمتد إلى الصحاف .. ووجهها المنير .. والابتسامة العذبة على شفتيها الرقيقتين .. وكانت
تتحدث فى صوت عذب .. " وفى الصباح كان يراها
" وقد بدت فى أبدع زينة مضفرة شعرها .. فى ضفائر طويلة مرسلة وراء ظهرها ولابسة ثوبا طويلا .. لايكشف شيئا من جسمها ولكنه يبرزها فى أجمل صورة ، وكنت مفتونا بصباحة وجهها وحلاوة صوتها .... وهكذا كنت معها مفتونا بسحر وجهها وسحر حديثها وأنظر إليها كشىء فاتن ولكنه محرم علىّ إلى الأبد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ قصة المرأة التى أحببتها ــــــــــــ م . الجيل 3051955
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ