الخميس، ١١ يناير ٢٠٠٧

ص 10 رسم صورة امرأة من الريف

فى قصة " العزبة الجديدة "

يصف الراوى امرأة الخفير حينما شاهدها صاحب العزبة أول مرة ، وبعد أن واجهته بعينيها الخضراوين ووجهها الصبوح تركته ومضت .. فيقول :

" ورآها وهى تمضى مدبرة .. خفيفة الحركة رشيقة .. وشعرها يتدلى مضفورا وراء ظهرها .. وكان فى عنقها كردان من تراب الكهرمان الأصفر وعلى رأسها منديل مطرز .. وكانت أشبه بالعروس المجلوة ولكن بزينة طبيعية فلا أصباغ ولا الوان .. وكانت تتكلم بحرية .. دون كلفة كما علمتها الطبيعة ودون خجل .. لأنها ســافرة وتعمــل فى الحقل .. واعتــادت على مواجهة الرجــال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة العزبة الجديدة ـ م . الجيل الجديدة 1954
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وفى قصة الأعمى يصف فتاة الريف ويقول عنها :
فتاة الريف لا تزال بخلقها البكر ، لا يزال ضميرها حيا ، لم تخدره بهارج المدينة الكاذبة ، إنها لا تزال ترى الأشياء على حقيقتها .. لا تزال بطبعها البكر ، طاهرة نقية ، قوية الإيمان عفيفة الأزار .. تستهول الجريمة الجنسية ، وتستفظع الخيانة الزوجية ، وترجف حتى من مجرد التفكير فيها .. هكذا شعورها بفطرته ..

تعرف من غير معلم ولا مدرسة أنها خلقت لرجل واحد ليس إلا ..

رجل واحد يأخذ منها قلبها وجسمها ، ويستغرق تفكيرها ووجودها ، وتدفعها فطرتها على أن تكون له أبدا ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العمل الأدبى الأول لمحمود البدوى ونشرت القصة فى مجلة الرسالة بالعددين 156 و 157 بتاريخى 29/6 و 6/7/1936

ص 9 رسم صورة المرأة الحزينة فى قصص محمود البدوى

قصة لاتباع

كان الرسام يجلس فى الفراندة والظلام مخيم ورأى فى البيت الملاصق له امرأة ..
ويقول
" تتحرك فى غرفتها .. وكان المصراع الأيسر من النافذة هو المفتوح .. وكانت ترتدى ملابس سوداء وعلى رأسها طرحة قد أدارتها حول جيدها وأسدلتها على صدرها .. وبدا وجهها فى هذا السواد متألقا كالمصباح .. وكانت كأنها عائدة من حفلة حداد أو تعزية .. فى ميت ..

وأخذت تروح وتجىء فى الغرفة وهى بكامل ثيابها .. ثم أخذت تتجرد من ملابسها قطعة قطعة ..

ولعلها كانت مطمئنة تماما إلى أنه لا أحد يراها .. لأنها تمهلت وهى تفعل ذلك .. وبقيت مدة طويلة وهى بملابسها الداخلية ..

ثم جلست على حافة السرير وأخذت تخلع الجورب .. وكان " سعيد " يرى أناملها وهى تتحرك فى لين .. على ساقيها .. وأعجبه قوامها الممشوق وفتنة جسدها .. واحتفاظها بنضارتها وشبابها مع أنها تجاوزت الثلاثين .

وتأملها فى محاسنها .. وكانت طويلة القامة ممشوقة الجسم .. سوداء الشعر .. ملفوفة الساقين والفخذين .. صغيرة القدمين .. وكان وجهها طويلا وأسنانها بيضاء جميلة .. وكانت عيناها سوداوين ناعستين .. فيهما كل مفاتن المرأة المصرية .

وسر لهذا الوجه الأبيض الجميل الذى يلبس الطرحة ويرتدى السواد .. وتمنى لو تكـون موديلا له .. ونام وصــورة هـــذه المرأة فى مخيلته ..".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ قصة لا تباع ـــــــــ نشرت فى م . الجيل الجديدة 20121954
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

· قصة " المفتاح "

ذهب الراوى فى ليلة شتوية إلى بيت صاحبة ليقدم العزاء فى وفاته وجلس فى الصالة وكان باب غرفتها مفتوحا ..

ويقول :
" وأحس بها وهى رائحة وغادية فى الغرفة فى ثوبها الأسود محلولة الشعر ، مهدلة الثوب ، غير عابئة بزينتها كأنثى فى رونق شبابها ..

ثم رآها تجلس منحنية على الكرسى الوحيد فى الغرفة ، وهى تنشج ، وسمع بكاءها ونشيجها ، وشاهد وهو جالس تقلصات جسمها وتشنجه ، ولكنه لم يستطع أن يدخل عليها الغرفة ويفعل شيئا لاسكاتها ..

وأدرك أن " الشغالة " أخبرتها بحضوره فأثار هذا ذكرياتها وشجنها ، أثار عواطفها وأطلق أحاسيس قوية كانت محبوسه ..

كان الباب الموارب يسمح له بأن يراها بكل جسمها ، وهى منثنية على الكرسى ، طاوية جزعها ، ودائرة برأسها نصف دورة حتى لاتراه ..

ولكنها فى غفلة منه وضعت على رأسها شالها .. فعرف أنها نهضت وتناولت الشال ثم رجعت إلى مكانها دون أن يشعر بها ..

ورغم الجلسة المنثنية والتى تبدو غير مريحة على الاطلاق .. فقد بدت قامتها الطويلة وبدت رشاقة جسمها ، ودوران كتفيها ، وامتلاء صدرها الذى كان الثوب الصوفى يغطيه بقوة ويضمه ولكنه لايخفى تقاطيعه ومفاتنه ..

وظهر الجيد أبيض ناعما ، فقد انحسر الشال الأسود عن شعرها الفاحم ، وعن عنقها فى لحظة غير واعية من لحظات الانفجار الحسى ..

وأبصر أنها تلفتت تجاهه ورأته ثم حولت رأسها على عجل بحركة انثوية عفوية تفعلها الأنثى بالغريزة فى ساعات الحزن العصيبة ..

وانتصبت تتمشى فى الغرفة تروح جيئة وذهابا ..

وفى أثناء هذه الحركة الرتيبة التى كررتها دون ملل عشرات المرات ، غطت بالشال شعر رأسها الأسمر المتموج كله وأذنيها الصغيرتين ، وجيدها ونصف خديها ..

ولمح فى ساقها جوربا أسود طويل العنق ، يصل إلى الفخذين ، وينثنى هناك طيتين ثم يترك لون المرمر ونعومته فى نصف دائرة كاملة .. ويتيه بعدها البصر فى سواد الحرير المنحنى ونسجه ..

ووضعت فى القدمين حذاء أسود مطفى اللمعان .. وكانت قد خلعت فردة من الحذاء أثناء مشيها فى داخل الغرفة .. ثم جلست لتلبسها .. وواجهته هذه المرة بوجهها الشاحب وعينيها المخضلتين بالدمع ..

ومسحت عينيها بمنديل صغير طوته كثيرا حتى تكرمش وخطفت نظرة فى المرآة ثم خرجت إليه متثاقلة تمسك رأسها وعبراتها .. "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة المفتاح ــــــــــــــــــ ص . المساء 1821965
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قصة " الرسالة "

ويصف الراوى حال الزوجة التى جلست فى البيت فى انتظار عودة زوجها الذى ذهب إلى ميدان القتال فى حرب اكتوبر 1973
ويقول :

" وبعد ساعة دخلت الحمام .. وخرجت معطرة ، محلولة الشعر ، بادية النضارة .. وجلست فى غرفتها أمام المرآة تتزين وتمشط شعرها ..

ثم انتقت أجمل ثيابها .. ثوبا مخمليا يبرز تقاطيع جسدها ، وكل ما فيه من فتنة .. وجلست على حافة السرير ، ترتدى جوربا من النيلون فى لون بشرتها .. ومدت قدمها الصغيرة وساقها الجميلة ..

وبدت الساق عارية وملتفة وفى لون اللبن الممزوج بالعسل المصفى .. وغطت هذه النعومة حتى الفخذ بجورب ثم تناولت الثانى .. وعندما دق جرس الباب توقفت تتسمع وأصابعها ضاغطة على الفخذ الدافىء .. ثم واصلت رفع الجورب بعد أن أدركت أن الصوت لايعنيها وأن الشغالة تحادث الجارة ..

ثم لبست حذاءها ووقفت أمام المرآة .. وكانت النافذة مفتوحة على نهار جميل .. فحركت أنفاس الهواء شعرها .. ونضرت وجهها ، وأجرت الدم فى شفتيها .. والبريق فى عينيها ورأت الثوب المخملى قد حدد خطوط جسمها .. الوركين .. والخصر .. وبروز الصدر ..

وتنفست الصعداء .. وجلست فى الشرفة تتطلع إلى الطريق ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ قصة الرسالة ـــــــــــ م . الثقافة عدد يناير 1974
نشرت القصة على الرابط
http://arabicstory1908.blogspot.com/2006/12/1973.html

ص 8 المرأة الأجنبية فى قصص محمود البدوى

فى قصة " امرأة أحلامى

كان الراوى يقيم فى بنسيون بمدينة الإسكندرية تديره سيدة أجنبية ، وسمع حركة أقدام تقترب من غرفته ووجه عينه ناحية الباب .. ويقول :

" ومر الظل أمام الباب أكثر من مرة .. كانت ذاهبة إلى المطبخ وعائدة منه ، وكانت تغنى فى رواحها ومجيئها بصوت أخذ بمجامع قلبى ، وأسر لبى .. لم أسمع صوتا أحلى من هذا الصوت .. لم تكن تغنى بلغة أعرفها ، ولكن الصوت كان موسيقيا ، واضح النبرات ، لين المخارج ، حلو الرنين .... يهفو إلىّ حلوا قويا .. وبعد الصوت عن سمعى ثم انقطع "

وخرج من حجرته فرأى صاحبة الصوت جالسة على أريكة بالقرب من الباب الخارجى .. ويقول :

" فتحول نظرى إليها وهى مطرقة .. وأخذ قلبى يزداد وجيبه .. ورفعت رأسها .. ورأيت وجهها الصبوح الفاتن لأول مرة ، وتشربت روحى من حسنه .. وتبادلت معها كلمات قليلة ، ووجهها فى خلال ذلك يحمر ، ويرف لونه ، ويزداد سحره " .

وأخذ يحادثها مرة أخرى .. ويقول :

" فتوردت وجنتاها .. وظهر عليها الحياء الذى بدا منها عندما قابلتها أول مرة .. وعاد إلى عينيها ذلك البريق الفاتن الذى يشاهد فى عينى العذراء قبل أن تنخرط فى البكاء ، أو تنخرط فى الضحك
*****
قصة امرأة أحلامى ـــــــــــ مجموعة فندق الدانوب 1941
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفى قصة " حياة رجل "
وعن امرأة أجنبية واعدت شاعرا شابا للحضور إليها فى الفندق الذى تقيم فيه لقراءة الشعر
ويقول
" وكانت فى انتظارى بغرفتها .. وكانت فى أبدع زينة .. وفى ثوب من المخمل الأزرق ، وقد زادها فتنة ، وأكسب وجهها سحرا فوق سحره .

وجلست على الأريكة ، وأجلستنى بجوارها .. وأخذنا نتحدث عن بيتهوفن ، وفاجنر ، وموزار .. ونقرأ شعر شيلى .. وكان صوتها رقيقا ، وحديثها عذبا ، وكنت مأخوذا بسحر جديد ، وجو غريب لم آلفه .. وشعرت بروحى تتشرب من رحيقها ، وبنشوة لذيذة تسرى فى كيانى كله ! ....

ونهضت .. وفتحت حقيبتها .. وأخرجت الديوان .. ووضعته على المائدة .. ثم وقفت أمام المرآة لحظات ، ومرت بيدها على جبينها وحلت شعرها .. فانسدل طويلا على ظهرها .. وكان أسود كالليل ، ومتموجا براقا كصفحة الغدير .. وكان أبدع شىء فيها ، وكانت تعرف تأثيره وسحره على صبى فى مثل سنى
*****
قصة حياة رجل ـــــــــ مجموعة الذئاب الجائعة 1944
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وفى قصة " فى القطار

يصف رفيقته فى القطار وهو فى طريقه إلى كونستنزا .. فيقول :

" كانت السيدة التى ترافقنى فى السفر ، مضطجعة فى ركن من الديوان وقد فتحت كتابا .. ورفعت بصرى إليها ، ورأيت وجهها الدقيق وملامحها الساكنة ، والسواد الشديد الذى يبدو من عينيها ، وأدركت أنها رومانية أو بلغارية أو تركية ، فهذا الوجه بملامحه وسماته الشرقية ، لاتراه إلا فى هاتيك البلاد .....

كانت قد استراحت فى ركن من العربة ، وأغلقت عينيها .. رأيت هذه الأهداب الوطف ، تسبل على هاتين العينين الساجيتين .. وهذا الأنف الدقيق ، يتنفس فى هدوء .. وهذا الشعر الغزير الفاحم ينسدل على الجبين .. وهذا الجسم الممشوق يسترخى ، ويستقبل نسمات المساء اللينة فى كسل ظاهر .. كانت قد تركت جسمها يتمدد على حريته ، وحد طاقته .. دون أن تقيد نفسها بوجودى .. وكان القمر كلما تخلص من السحاب ، أراق ضوءه الفضى على وجهها ، فضرج وجناته ، وعلى شعرها فذهب حواشيه ! "
*****
قصة فى القطار ــــــــ مجموعة الذئاب الجائعة 1944
نشرت القصة على الرابط
http://arabicstory1908.blogspot.com/2006/12/blog-post_5063.html
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة " الخنزير

ويصف المرأة الأجنبية زوجة صاحب الشركة التى يعمل بها فى مدينة السويس .. فيقول :

"كانت منفردة وادعة تحب الطبيعة ومجاليها الرائعة .. تجلس فى النهار فى حديقة منزلها تطالع أو ترسم بعض اللوحات الفنية وفى الغروب تخرج بزورقها فى عرض البحر ..

كنت إذا رأيتها فى وسط الزورق ، وهى واقفة عند الدفة ، وقد حلت جدائل شعرها ، واستقبلت الشمس الغاربة بوجهها تحسبها حورية خارجة من البحر .. "

" رأتنى وهتفت بى فى صوت حلو .. فاقتربت .. وكانت واقفة فى وسط الزورق وقد القت مرساه إلى الشاطىء .. وكانت ترتدى بنطلونا أزرق وقميصا قصير الأكمام .. ووجهها يلمع وعليه آثار عرق كأنها كانت تعانى جهدا مضنيا .
*****
قصة الخنزير ـــــــــــ مجموعة العذراء والليل

1956
نشرت القصة على الرابط
http://arabicstory1908.blogspot.com/2006/12/blog-post_7434.html
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

· قصة " دروس خصوصية

يصف الفتاة الأجنبية التى كانت تستقبل الطلبة فى بيت معلم اللغة الإنجليزية .. فيقول :

" وكنا نرى " لوسين " وهى رائحة وغادية فى البيت .. ترتدى الروب المفتوح وفى فمها السيجارة .. وقد حلت شعرها وتركته ينسدل على كتفيها .. وكانت تحدثنا مبتسمة وعيناها تلمعان .. وتسألنا عن مدى تقدمنا فى الدرس .. وتقلب فى الكتب التى بين أيدينا .. ثم تنساب فى خفة إلى المطبخ لتصنع القهوة ..

وكانت فى أيام الحر اللافحة .. تلف رأسها بفوطة مبلولة .. وتلبس قميصا قصيرا إلى مافوق الركبة
..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــ دروس خصوصية ـــ م . الرسالة الجديدة 181954
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة " القطار الأزرق

ذهب الراوى يركب القطار المتجه إلى ليننجراد ووصل قبل موعد السفر بمدة طويلة ووقف على الرصيف يرتعش من البرد ، فأشفقت عليه موظفة مسنة فى المحطة فأدخلته قاعة انتظار الضيوف ومعه فتاة فنلندية ، وهى غرفة فسيحة مكيفة ، وشعرا بالدفء والراحة ..

ويقول :
" وخلعت معطفى وغطاء الرأس والكوفية الصوفية ، وخلعت نادية معطفها وقبعتها وقفازها ..

وبدا شعرها الأسود مرسلا متموجا شديد اللمعان ، وتألقت عيناها بعد أن خلعت القبعة وزاد ما فيهما من صفاء ورقة ، وأسفرت عن فستان كحلى من الصوف جيد النسيج ، محكم التفصيل ، أضفى سحرا جديدا على بشرة فى لون المرمر ونعومته ، وزاد على الوجه نضارة وحسنا .

وقدرت سنها بما لايزيد على الثلاثين ، فقد بدت فى الجمال الآسر للمرأة عندما يكتمل عقلها وجسمها معا .. ويزداد بريق عينيها ، وتنفجر أنوثة وحيوية وهى تأخذ من الحياة قبل أن تولى عنها ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


· قصة " الزورق المقلوب "

كان الراوى فى مدينة وهران بالجزائر وتقابل صدفة مع والد تلميذته الطالبة بالجامعة واتفق معه على قضاء يوم جميل على شاطىء البحر ..

وفى اليوم المتفق عليه ، تقابل معه وركب سيارته ومر على البيت ، وصعد إليه ، ونزلتا معه " زبيدة " ومربيتها السوداء " صالحة " وكانت

" فى برنس أزرق زاهى اللون يضفى انعكاسا باهرا على تقاطيع وجهها الجميلة .. وكانت لفاء العود متناسقة التركيب .. وعيناها الواسعتان تلمعان فى وهج أخاذ ..

وقبل أن تدخل فى جوف السيارة ألقت على شخصى نظرة سريعة ولكنها فاحصة ..

أما " زبيدة " فكانت تلبس برنسا أبيض .. وقد غطت وجهها وشعرها ، إلا من حيث يبرز جزء من الأنف ، وتبرز العينان البنيتان .. ولولا رنة صوتها ، والابتسامة المشعة من عينيها ، لعرفتها بعد لأى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ قصة الزورق المقلوب ــ م . الثقافة عدد ديسمبر 1976
نشرت على الرابط
http://arabicstory1908.blogspot.com/2006/12/blog-post_4655.html

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

· قصة " الجعران

يقول الراوى عن فتاة صغيرة قابلها فى فندق ليننجراد وجلست بجانبه :

" كانت ترتدى جونلة وبلوزة من الصوف الغامق من لونين مختلفين ، ولكن فى انسجام .. وكانت الجونلة قصيرة ، كزى كل الفتيات الأوربيات فى سن الثامنة عشرة .. فبدت بجانبى نصف عارية بفخذيها الممتلئتين .. وفى بياض اللبن الخالص ونعومة الديباج .. كانت ملتهبة الوجنتين محلولة الشعر .. والشعر أسود .. والعينان واسعتان جميلتان فى بريق أخاذ ولون سنجابى مشع ..

وكانت شفتاها الرقيقتان ترسمان حلم فتاة تنعم بالحياة البهيجة والسعة فى الرزق "

ويقول عن أم الفتاة

" كانت طويلة مثل طولى وأطول من زوجها الطيب وأطول من ابنتها .. وجسمها الرشيق بكل ما فيه من جمال وفتنة قد طواه رداء عنابى من قطعة واحدة ..

وكان الجورب ورديا خفيفا ارتفع إلى نصف الفخذ وأبرز ساقين مخروطيتين .. كأنما صنعهما ميكائيل انجلو وهو فى ساعة تجل وفى قمة براعته .. ثم قطعت بعدها ذراعه ـ كما قطعت يد سنمار ـ حتى لايصنع بعد هذا الجمال شيئا مثله أبدا ..

وعندما خلعت قبعتها الزرقاء ومعطفها شممت رائحة البنفسج من شعر طويل متموج وفى سواد الأبنوس النقى وبريقه ..

ونظرت إلى يديها وأصابعها الطويلة الدقيقة وأنا من فرط الصفاء أرى الدم يجرى فى الشرايين الصغيرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ قصة الجعران ـــــــــ م . الثقافة عدد يونيو 1974

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ص 7 رسم صورة امرأة من التعساء قى قصص محمود البدوى

فى قصة " طريق الفناء

وقعت عين الراوى على امرأة من أولائك التعساء المناكيد الذين يقضون الليل على الرصيف .. فيقول :

" كان لباسها الأسود يكسيها جمالا فوق جمالها وحسنها .. فعلى الرغم من تعب الحياة ونكد العيش ، فإن جسمها ووجهها احتفظا بشبابهما ونضارتهما وعافيتهما ، كل ما يغيرها عن الأخريات من لداتها اللاتى فى مثل سنها ، ولكنهن لسن فى مثل بؤسها ، إن وجههاالجميل كان دائما حزينا باكيا ، على أن جسمها بقى بضا لينا ناضرا ، وإذا أمعنت النظر فى نحرها رأيت الحد الفاصل بين الجسم الأبيض الناعم والنحر الأسمر الملفوح بشمس الصيف ، وإذا مدت ساقيها لتستدفىء بحرارة الشمس ، رأيت ساقين خدلتين فى بياض ونعومة وفتنة ، تشوبهما حمرة خفيفة تأخذ فى الزيادة كلما قرب الساق من القدم المشقق الباطن من تعب السير فى الطريق ..

كانت تجلس فى صمت وسكون ، ورأسها مطأطأ وغلامها فى حجرها ، ويدها على فخذها ، فإذا نظرت إليها ، وأخذتك الشفقة عليها ، ووضعت فى يدها شيئا .. رفعت طرفها الضارع إليك ، فتذهل أمام نظراتها الذليلة وتفتن .. إنك لاتستطيع أن تواجه هاتين العينين السوداوين اللتين تديمان النظر إليك فى سكون ولكنك لاتقرأ فيهما شيئا مطلقا ، لاتعابير الشكر ولا دلائل الثناء .. تثبت العينان فى محاجرهما مدة ولاتطرفان ، فإذا انسحبت من أمامها ، تنطبق الأهداب الوطف على العينين الساجيتين ، وينطفىء السحر العجيب لحظات ، ثم تعود العينان لتستقرا على الأرض ".
******
قصة طريق الفناء ــــــــــــــ م . العصور 19111938
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى قصة " سكون العاصفة
ويصف فتاة رائعة الحسن ، جذابة الملامح ، من هؤلاء اللواتى تدفعهن الفاقة إلى العمل ، وكانت تبيع الحلوى ، وتمر على الجالسين فى المقهى ضاحكة مازحة ، استطاع بطل قصته أن يتحايل عليها ويجرها إلى بيته واطعمها ، وبعد أن امتلأت معدتها :

" ظهر عليها التعب وبدأت تتثاءب .. ورف لون وجهها من فعل الخمر ، وانفرجت شفتاها ، واحمرت عيناها ، وثقلت أهدابها ، وتفككت أوصال جسمها .. فارتمت على أريكة بالقرب من المائدة وظلت تحادثه من حين إلى حين ، وتنظر إليه بعينيها الناعستين ، حتى أحست بلين الفراش فنامت ..

وبقى فى مكانه يحتسى القهوة ويدخن ، وعيناه سابحتان فى قرار الكأس .. ثم رفع بصره إليها ، وهى نائمة حالمة ، وقد تهدل شعرها ، وتوردت وجنتاها ، وظهرت على وجهها كله آيات الطفولة البريئة ، وانمحت تكاليف العيش ومظاهر الصنعة من جسمها ونفسها .. فأشرق روحها وبدت على فطرتها .. وبان لون جسمها فى بياض العاج ونعومة الحرير .. وكانت إحدى ذراعيها تحت رأسها والأخرى عند خصرها .. فتحرك الجسم قليلا وارتفعت الذراع حتى جاوزت العنق ، وغاصت الأنامل الرقيقة فى الخد المورد ، وانحسر الثوب عن الساق ، وانزاح الشعر عن الجبين واهتزت الشفتان قليلا ، وتحرك الجسم حركة من يود الصحو ، على أن الأهداب بقيت مطبقة ، والأجفان مسبلة ، والنفس هادئا حالما ".
*****
قصة سكون العاصفة ـــــــــــــــ م. الرسالة 2431941
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
· وفى قصة " نساء فى الطريق

يصف امرأة تسير وحدها على كورنيش الإسكندرية فى الأربعينيات من القرن العشرين .. فيقول
"
لمحت شبحا من بعيد ، ظل امرأة ينسحب عن نور المصباح القائم فى الطريق ، مددت بصرى وأسرعت .

كانت تمشى الهوينى محاذية سور الكورنيش ، ولكنها لم تكن تنظر إلى البحر ، كانت تنظر إلى الأمام ولا تتلفت قط !

كانت فى ملاءة سوداء ، واقتربت منها ومشيت وراءها ، وعيناى لاتتحولان عنها .. لمحت جزءا من الساق ، وكان فى بياض المرمر وأشد منه لمعانا وفتنة ، وارتفع بصرى إلى الجسم كله من خلف ، وأخذنى مثل الدوار .....

ونظرت إلى وجهها ، وكانت تحجبه بخمار خفيف أسود .. كما يحجب الغمام وجه القمر .. نظرت إلى ذلك الوجه الأبيض ذى الخمار .. وتذكرت لوحات محمود سعيد لحسان بحرى .. الجسم نفسه ، الفتنة عينها ، ولكنها هنا تتحرك ".
*****
قصة نساء فى الطريق ـ مجموعة العربة الأخيرة 1948
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
· وفى قصة " السفينة "

يصف ابنة بواب العمارة .. فيقول
" وكانت حسنية فتاة بيضاء تعد فتنة فى النساء .. وكانت تعرف محاسن جسمها .. ولها طريقة فريدة فى لبس الملاءة وطيها ، والسير بها فى الشارع .. وكان شبان الحى يغازلونها بالكلام الخفى .. والصريح وهى لاترد على أحد منهم .. ..

وكان جمالها فريدا .. وحسنها محط الأنظار .. وكان لها صوت ناعم وضحكة تدوى كرنين الفضة الخالصة .. وكانت كأنما نحت جسمها مثال فنان قادر ..

وكان هذا الجسم يتحرك فى الشارع مائة مشوار فى اليوم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة السفينة ــــــــــــ م . الجيل الجديدة 1111954
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ص 6 رسم صورة امراة الحان فى قصص محمود البدوى

· فى قصة ليلة فى الحان

وفيها يصف المرأة التى قابلها فى الحان وكان تعس النفس ، ضيق الصدر ، مشتت الخاطر :

" نظرت إلى وجهها الأبيض المشرب بالحمرة الخفيفة الذاهبة ، وأحسست بجسمى يهتز ، وبقلبى يرتجف بشدة .. وتلاقت أعيننا مرة ثانية .. .. إنهما تغايران العيون التى شاهدتها وألفتها ، قرأت فى أعماقهما شيئا غريبا غامضا لم أقرأه فى عينين بشريتين من قبل .. وأجالت طرفها فى جوانب الحان ، وأخذت فى خلال ذلك أتفرس فى جسمها الفائض سحرا على ثوبها السنجابى الصوفى المزرقش ، وشعرها الأسود المرسل وراء جيدها الطويل الأتلع ، وقبعتها الرمادية المائلة على جبينها المستوى المشرق ، وهدبها المسبل على عينيها ، وشعرت بعد ذلك بشعور لذيذ ، انتشت له جوارحى ، وتفتحت نفسى ، وانزاحت الغشاوة عن بصرى ، وذاب الهم فى صدرى .. نسيت الوجود بمشاغله وأحزانه ، وفكرت فيها وهى جالسة على قرب منى ، وعليها ذل الفقر وعناء الشقاء الشديد ...

وكانت رغم بياضها مصرية الدم والنظرات والبسمات ، تنفرد بوجه انسانى تعبر ملامحه عن أسمى النفوس البشرية وأنقاها ، وهذا ما جذبنى إليها ، ورفعنى عن مستوى الناس وتقاليدهم وتفكيرهم ، وجعلنى أفكر فيها بقلبى ".

" بقيت صورتها ماثلة أمام نظرى أينما رحت وغدوت وحللت ، بقيت كما شاهدتها أول مرة ، والابتسامة الخفيفة الشاحبة تخطف على شفتيها كما يخطف البرق فى ظلام وليل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة ليلة فى الحان ـــــــــ مجموعة فندق الدانوب 1941
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ص 5 رسم صورة المرأة فى هونج كونج

فى قصة الفارس
يصف الملاحة الصينية التى ركب معها القارب فى هونج كونج .. فيقول :

" رغم أن الصينيات يغلب عليهن قصر القامة ، ولكن هذه كانت طويلة ملساء العود ، وفى فتحة عينيها الجانبية الجمال الصينى الآسر .... كانت تحرك زورقها بالمدراة من الخلف وهى واقفة منتصبة القامة وقد غطت شعرها الأسود الطويل بقبعة كبيرة تقيها المطر والريح ، وغطت صدرها بصدار ضم كل عظمها ولحمها بإحكام ، ولكنه أبرز نهديها واستدارة كتفيها فكأنما كشف الصدار عن المحاسن بدلا من أن يغطيها .

وتحت هذا الصدار سروال طويل يصل إلى قدميها مما اعتادت الملاحات لبسه فى هذه الزوارق .

ولكنهن إذا خرجن من الماء إلى الأرض لبسن الجونلة المفتوحة من الجانبين ككل الصينيات فى هونج كونج ، وأحكمن دثار الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة الفارس ــــــــــــ ص . مايو 28121981
نشرت على الرابط
http://arabicstory1908.blogspot.com/2006/12/blog-post_6901.html
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ص 4 رسم صورة المرأة التركية فى قصص محمود البدوى

* رواية " الرحيل "المنشورة عام 1935 :

يصف السيدة التركية التى وقعت عليها عينيه فى رحلته إلى تركيا وكانت جالسة على ظهر السفينة
..
فيقول

"كانت مرتدية جلبابا أبيض شد على جسمها فأبرز مفاتنه ، وحول خصرها نطاق أحمر يكاد معه الخصر ينقصف .. وعلى رأسها قبعة صغيرة زرقاء مالت على الجبين واستراحت على الشعر الأسود الناعم .. الذى أخذ منه المقص بمقدار ، فبان الجيد الأتلع وظهر العنق اللين .. وأطلت العيون السود النجل يجول فيها البريق الفائض بسحر الأنوثة من بين الأهداب الوطف .. وفاض الخد الأسيل بالحمرة الخفيفة التى كان لهواء البحر وشمس الصيف أثر فيها .. على أن الشفة وإن كانت مكتنزة باللحم بيد أنه كان يعوزها جريان الدم لتحمر ووفرة العافية لتلمع .. فشحبت لهذا قليلا .. والثوب الذى تدلى على السـاقين انحسر عـن الذراعـين فبـانا فى بياض العـاج ونعومة الحرير ..

وقد ارتفقت بذراع على مسند المقعد والقت الآخر على جسمهـا " .

ويقول عنها بعد أن شاهدها وهى غارقة فى بكاها سابحة فى دموعها :

" ورفعت وجهها الباكى فجأة والدمع يسيل على الخد المحترق ويتساقط لامعا فى غيابات الليل تساقط
حبات الدرارى من عقد
*****
ـ رواية الرحيل ــــــــــــــــــــــــ نشرت عام 1935
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفى قصة " المرأة التى أحببتها
يصف زوجة عمه وكانت من أصل تركى أثناء إقامته ببيته فى صعيد مصر
" وكانت ساعة العشاء أحب الساعات إلى نفسى .. لأنها كانت تجلس قبالتى على الطبلية .. وقد ارتدت رداء سابغا أسود وعلى رأسها طرحة فى لون الثوب .. وكنت لا أرى إلا يدها البيضاء الصغيرة وهى تمتد إلى الصحاف .. ووجهها المنير .. والابتسامة العذبة على شفتيها الرقيقتين .. وكانت
تتحدث فى صوت عذب .. " وفى الصباح كان يراها
" وقد بدت فى أبدع زينة مضفرة شعرها .. فى ضفائر طويلة مرسلة وراء ظهرها ولابسة ثوبا طويلا .. لايكشف شيئا من جسمها ولكنه يبرزها فى أجمل صورة ، وكنت مفتونا بصباحة وجهها وحلاوة صوتها .... وهكذا كنت معها مفتونا بسحر وجهها وسحر حديثها وأنظر إليها كشىء فاتن ولكنه محرم علىّ إلى الأبد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ قصة المرأة التى أحببتها ــــــــــــ م . الجيل 3051955
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ص 3 وصف المرأة الغجرية فى قصص محمود البدوى

· فى قصة " عودة الابن الضال

يقول فى وصف بطلة القصة وهى غجرية مجرية تقيم لدى ، أحد الفنانين التشكيليين فى موسكو ويتخذها كموديل :

" أطلت علينا من الطرقة الجانبية فتاة بوجه نافر فيه كل سمات الغجر .. وسددت إلىّ نظرة طويلة من عينين صافيتين شديدتى البريق ..

وجه فيه ملامح الأنثى الغجرية بكل ما فى جسم الأنثى من نعومة وفتنة وشهوة .. وما فى عينيها من بريق وعاطفة وسحر .. وما فى شعرها من سواد ، وطول ولمعان .. وما فى الملامح المتوهجة من تحد ونعومة ووحشية واستجابة ورفض ..

كانت تلبس ثوبا منسوج من خيوط من نار .. ثوبا أحمر ضيقا من الصوف يبرز تقاطيع الجسم كله بثنياته وطياته ونعومته .. وجعلته مفتوحا من الصدر .. فنفر النهدان مكتنزين وبرز العنق ورديا فى صفاء المرمر ..

وانسدل الشعر متموجا طويلا مرسلا يلامس الوجنتين ويغطى الأذنين ويسترسل كذيل الحصان على الظهر أملس ".

ويقول عن الخادمتين الروسيتين فى منزل الرسام :
" رأيت خادمتين جميلتين فى نضارة الشباب وفى ثياب بيضاء ناصعة ، وقامة هيفاء وشعر أشقر وعينين بسامتين وملامح روسية خالصة
*****
قصة عودة الابن الضال ـــ م . روز اليوسف 2941974
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفى قصة " فى القرية

يصف امرأة من الغجر جاءت تسوق الغنم أمامها لترعى فى الحقل .. فيقول
" وكانت تمشى الوجى ، وملامحها ساكنة ، ووجهها فى لون البرنز ، وفمها الدقيق مفتوحا .. ونفسها مبهورا ، وقدماها عاريتين .. وقد اشفقت على هاتين القدمين الصغيرتين وهما تصليان نار الأرض فى تلك الساعة من النهار .. ووددت لو أفرش لها الطريق بالسندس ، أو الاستبرق ! "

" وكانت تلاحظنى ، وأنا أجرف الطين ، بعينين ذابلتين ، شبه مسبلتين ، ولكنهما تلمعان ، ويبدو فيهما من حين إلى حين ذلك البريق الخاطف الذى لاتراه إلا فى نساء " النور " .. هزت عصاها ، وساقت القطيع .. تقدمت به نحوى ! ووقفت أمامى ، فى الناحية الأخرى من القناة ، وكان خداها يرف لونهما ، ويذوب فيهما شعاع الشمس ، وشفتها السفلى فى لون الدم ! "

ويصفها وهى ترقص فى السامر :

" وكانت ترقص مسبلة العينين ، مفتوحة الشفتين ، كأنها فى نوم هادىء تتخلله الذ الأحلام ! وكان جسـمها يتلوى وينثنى ويدور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة فى القرية ــــــــــ مجموعة الذئاب الجائعة 1944
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ "

ص 2 المرأة الشرقية فى قصص محمود البدوى

وفى قصة "جسد وفنان

يصف امرأة تجلس فى الأتوبيس على مقعد قريب منــه .. فيقول

" شعرت بنسمة معطرة تهب علىّ من النافذة الصغيرة التى بجوارها ،ورأيت نفسى أنظر إليها ولا أتحول عنها .... رفعت وجهها ونظرت إلىّ .. والتقت عيناى بعينيها ، وكانتا بسامتين ساجيتين ، ثم عادت تنظر من النافذة بعد أن ضمت ملاءتها السوداء على نحرها العاجى ..

كانت جالسة .. وجسمها كله ملفوف فى ملاءتها السوداء ، ولكن الفتنة الطاغية كانت تطل من هذا
الجسم المتدثر بالسواد ، أكثر مما تطل من العينين الدعجاوين ، والوجه المليح القسمات
*****
قصة جسد وفنان ــــــــــ ص . السوادى 162
1948
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
· قصة " العذراء والليل

يصف فتاة ركبت قطار الصعيد ، وبعد أن ودعت مودعيها من النافذة ، عادت وجلست مكانها :

" ونظرت إليها وهى جالسة وقد غضت من طرفها ، وعلت وجهها السحابة التى تعترى من يفارق عزيزا .. .. ووجدت شيئا فى الفتاة يجذبنى اليها .. فأخذت أنظر إليها وهى مستغرقة فى المطالعة .. كانت فى سن العشرين ، أو أكثر قليلا .. طويلة القامة ، رشيقة الجسم ، بيضاء اللون .. وقد أثرت فيها شمس الصعيد قليلا فأكسبتها سمرة خفيفة .. وكانت ترتدى جونلة رمادية ، وقميصا أبيض أبرز تقاطيع جسمها كله .. وتلبس جوربا ورديا خفيفا ، وحذاء فى لونه .. وكانت وهى جالسة مستريحة بكتفيها على ظهر المقعد ، قد ضمت ساقيها قليلا فظهر انسجامهما وفتنتهما ..

وكان وجهها الأبيض مستطيلا ، وفى شفتها السفلى اكتناز ظاهر وانثناء بارز فى الذقن الصغيرة .. وكانت أهدابها تلقى الظلال الخفيفة على خديها الموردين .. وقد ابتدأ يعلوهما غبار السفر ..

وكانت تزيح خصلات شعرها الأسود الناعم عن جبينها وتقلب صفحات المجلة بأناملها الجميلة .. وشعرت وأنا أنظر إليها وهى مستغرقة فى المطالعة بالارتياح .. ونسيت كل مالقيته من متاعب .. ونسيت الحرارة والغبار ، وازدحام القطار .. ووقوفى أكثر من ثلاث ساعات على قدمى فى الطرقة .. وقد أقف مثلها حتى يبلغ القطار القاهرة ..

وكنت أود أن أرى عينى هذه الفتاة فى مواجهتى ، ولكنها كانت تنكس رأسها .. ورغم مظاهر العافية والانسجام فى الملبس ، فقد كان وجهها يعلوه شىء من السهوم .. أو الحزن .. كمن مسه شىء من الحياة ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ قصة العذراء والليل ـــــ م . الجيل الجديدة 691954
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


· قصة " العزبة الجديدة "

يصف امرأة الخفير حينما شاهدها صاحب العزبة أول مرة ، وبعد أن واجهته بعينيها الخضراوين ووجهها الصبوح تركته ومضت .. فيقول :

" ورآها وهى تمضى مدبرة .. خفيفة الحركة رشيقة .. وشعرها يتدلى مضفورا وراء ظهرها .. وكان فى عنقها كردان من تراب الكهرمان الأصفر وعلى رأسها منديل مطرز .. وكانت أشبه بالعروس المجلوة ولكن بزينة طبيعية فلا أصباغ ولا الوان .. وكانت تتكلم بحرية .. دون كلفة كما علمتها الطبيعة ودون خجل .. لأنها ســافرة وتعمــل فى الحقل .. واعتــادت على مواجهة الرجــال

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قصة العزبة الجديدة ـ م . الجيل الجديدة 22111954

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة فى المتجر

كانت تمر أمامه فى صباح كل يوم وهى ذاهبة إلى العمل ، وتجلس أحيانا بجانب دكانه منتظرة افتتاح متجرها وهو مؤتنس ، بجلستها هذه يستقبل رزق اليوم من وجهها الصبيح ..

ويقول :
"كانت فى سن العشرين .. بيضاء سوداء الشعر فى نعومة .. جميلة تقاطيع الوجه .. لها عينان براقتان .. وأنف دقيق وشفتان رقيقتان حالمتان وكانت قامتها رشيقة وفى صوتها نعومة الريفيات وخجلهن .. وان لم تبرح القاهرة قط وتجيد إلى حد البراعة انتقاء ملابسها فى بساطة العاملة التى تحسن اختيار الأشياء بأرخص الأسعار .. " .

قام صاحب المحل بعمل حساب الإيراد اليومى ، اكتشف نقصه بعشرة جنيهات ، فقامت بسدادهم من جيبها وخرجت من المحل وهى ترتعش وعيناها تفوران بالدمع ..

ويقول :
" أصبحت تبغض صاحب المحل ، وكلما اقترب منها .. تحس بأصابعها ترتعش على الآلة الأتوماتيكية كانت عيناها تحدثانها بما فى أعماق نفسه من خساسة .. وكان قد طلب منها ذات مرة أن يوفر عليها مشقة ركوب الأتوبيس فى المساء ويوصلها بسيارته إلى بيتها .. ولكنها رفضت بأدب ....

ومن وقتها بدت الكراهية فى عينيه وأخذ يشيع الاضطراب والذعر فى نفسها ليحطمها ويجعلها تخضع لرغباته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة فى المتجر ــــــــ م . المجلة عدد يولية 1968
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

· قصة " صورة فى الجدار

يصف صديقته الرسامة التى دعته لزيارة مرسمها فى قصر الفنانين بالغورية .. ويقول
" كانت فى ثوب أرجوانى من قطعة واحدة .. مقصوصة الشعر .. عارية الساقين .. تلبس حذاء صيفيا تطل منه أصابع قدميها .. وجعلها هذا شبه حافية " .

وعندما رأته بعد أن فقدت الأمل فى مجيئه

" ضحكت واهتزت شفتاها القرمزيتان .. وبرزت أسنانها فى صفاء اللؤلؤ .. وظهر رضاب شفتيها .. واشتد سواد عينيها .. وبدا فيهما بريق خاطف امتد مع الضحك وتلألأ .."

وعندما طلب منها أن تصعد السلم أمامه لتدله على الطريق

" ظهر الخجل على وجهها واضحا وخفت الصوت .. وتضرجت الوجنات .. وبدا أنها تعانى من خفر طبيعى آسر .. .. فهذه حركة طبيعية من أنثى ناضجة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة صورة فى الجدار ـ م . الثقافة عدد نوفمبر 1977
نشرت على الرابط
http://arabicstory1908.blogspot.com/2006/12/blog-post_5117.html
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

· قصة " الغزال
يصف الراوى ريح الخريف وما تفعله فى النساء ..
فيقول :

" أخذت ريح الخريف تهب خفيفة ندية ، تداعب غصون الأشجار الصغيرة التى تحيط بالمحطة وترفع أطراف الفساتين الحريرية لكواعب من الحسان تناثرن كالورود الجميلة على رصيف محطة " سيدى جابر " فى انتظار القطار ..

وكانت الشمس مصفرة وضوؤها الغارب ينعكس فى نعومة على زجاج النوافذ .. والهواء الرقيق يداعب وجه " ثريا " الوردى فيفتح ثغرها قليلا ويحرك خصلات شعرها بمثل الرقة التى فيها .. ".

وغادرا المحطة وركبا الترام ، ويصفها بعد أن جلست على المقعد ..

فيقول :
" كانت ترتدى فستانا بنيا من قطعة واحدة ، يحتضن قوامها الرشيق ، ويبرز فى جلستها المستقيمة جمال ساقيها ، وامتلاء فخذيها ورقة خصرها واستدارة كتفيها ..

وكان وجهها الطويل أبيض خالص البياض ، فى نعومة كأنه ما وقعت عليه الشمس ولا غطس فى ماء البحر ..

وكان ظل ابتسامة يزحف على وجهها بين لحظة وأخرى ، ويكسر من فتحة عينيها المتألقتين فى سواد ممزوج بالاخضرار الخفيف ، الذى يذهب ويجىء كلما تفتحت النفس وجاشت العاطفة ..

وأخذ يتأملها فى سكون ويملأ عينيه من كل مافيها من حسن .. وكأنه يلامس بيده جبينها وعينيها وخديها وشفتيها .. .. وكانت أشعة الشمس قد سقطت من النافذة القريبة على عينيها ، فأغمضتهما وأبعدت وجهها بحركة خفيفة ، وأزاحت خصلة شعرها وامتلأ وجهها بالسكون ..

ومن خلال هزة للترام تحركت فيها أكتاف الركاب ، أشرق وجهها فى ابتسامة عذبة وظلت الابتسامة ترف حتى دخل الترام محطة الرمل ".

ويصف أم ثريا عندما ذهب لزيارتهما فى البيت ..

فيقول :
" وجاءت الأم وهى سيدة نحيلة فوق الخمسين ، وكانت ترتدى أسود وعلى وجهها الاكتئاب وسلمت عليه بيد ناعمة .. وعيناها الخضراوان تحدقان فيه جيدا كأنها تقارن بين الصورة التى كونتها عنه من حديثها مع ثريا وبين الحقيقة التى أمامها ..

وبدت فى فستانها الأسود عصرية مع وقار سنها ، فقد كانت مقصوصة الشعر متأنقة الزى فى انسجام رائع والحذاء فى لون الفستان .. والزينة خفيفة ولكنها بادية على الشفتين الحمراوين والخدين الأسيلين ..

وكانت عيناها لازالتا تتألقان بالبريق والسواد المائل إلى الاخضرار .. والعدسة الفاحصة فى استرخاء يطل منهما الحنان كله ..

وقد رأى أنها كانت جميلة فى شبابها بل فتنة بين النساء ".
ويصف ثريا وهى تسمع منه كلمات الاطراء ..

فيقول :
" واحمر وجهها قليلا وبدت فى عينيها رقة ساحرة .. وحنان دافق .. ونكست رأسها .. لتخفى كل الانفعالات التى تبدو على وجه العذراء وهى تسمع كلمات الاطراء الخفيفة ..

ويصف أحاسيسه ومشاعره حينما التقيا فى مكان على البحر ..
فيقول :

" وجاءت مع غروب الشمس فى جوف البحر .. وكأنها شمس أخرى تطل على الكون .. أو كأنها القمر الذى يطلع بعد غروب الشمس .. ولم تكن الليلة مقمرة ولكن قمرها كان يشع على البحر الهائج والجمال المحيط
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة الغزال ـــــــــــــــــــ م . المصور 771972
نشرت على الرابط
http://arabicstory1908.blogspot.com/2006/12/blog-post_1785.html
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

· قصة " القطار الانسيابى

وعن تأثير صوت المرأة فى الرجل يقول عن زوجة الرجل الذى استضافه فى بيته :

" كانت تستدعى زوجها بالتصفيق الخفيف .. والقرع الرزين على الباب فإذا ذهب إليها حادثته بصوت خافت أو بمجرد الهمس ..

وكان الصوت فيه أنوثة سخية ، كان من تلك الأصوات المغردة الشجية التى كان يستمع إليها من مذيعة إنجليزية اختبل بصوتها فى لندن .. وكان حريصا على سماعها كل صباح .. وكانت تحرك فيه عواطف جياشة يعجب لها ويحس بعدها بالنشاط والقوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة القطار الانسيابى ـ م . الثقافة عدد نوفمبر 1974
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
· قصة " الرجل الأعزل

يصف سميرة هانم وهى جالسة تحت أشعة الشمس الغاربة فى حديقة منزلها بضاحية مصر الجديدة ..

فيقول :
" وكان الشعاع يتجمع عند خط الأفق ويكون لونا أرجوانيا أخاذا ، وكانت الصحراء ساكنة وهواء الصيف الرضى فى تلك الساعة من النهار يبعث السرور إلى النفس ، فأخذت سميرة هانم تستمتع بما حولها من جمال وفتنة ..

وكانت ترتدى فستانا بنى اللون قصير الأكمام مفتوح العروة .. وتضع فى رجليها حذاء مكشوفا برزت منه أصابع قدميها .. وقد طليت أظافرها بالأحمر .. وكانت لاتلبس جوربا فظهرت الساق العبلى فى كامل فتنتها كأنما صبها مثال قادر ..

وكانت عارية الرأس فانسدل شعرها على كتفيها وغطى جيدها .. وكانت وهى جالسة على كرسيها الطويل قد مدت ساقيها .. واضطجعت إلى الوراء قليلا .. وأغمضت عينيها نصف إغماضة كأنها تحلم " ..

ويصف الراوى حال المدرس حينما كان يأتى إلى البيت لإعطاء صغيرها الدرس :

" كان كلما وقع نظره عليها يحس برجفة شديدة تسرى فى بدنه ، فيجلس على كرسيه فى غرفة المكتب وأمامه ابنها وهو شارد صامت ، فإذا شرب القهوة رجع إلى نفسه ويبدأ الدرس ..

وكان يراها دائما فى ثياب بسيطة تكشف عن الذراعين والنحر ، وتنحسر عن الساقين ، فيحس بسياط حادة تلهب ظهره .. ويشعر بقلبه يضطرب وبحلقه يجف ..

كانت قصيرة القامة ، ريانة العود فى الثالثة والأربعين من عمرها ، خمرية لون البشرة ، سوداء العينين يتألق فيهما بريق آسر وهو بريق الرغبة المنطلقة من الجسم الممتلىء حيوية وفتنة ..

وكان شعرها أسود غزيرا .. ووجهها مستديرا .. وأنفها دقيقا وفمها بارز الثنايا .. وهنا تجتمع كل فتنتها " .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قصة الرجل الاعزل ـــ م . قصص للجميع عدد يونيو 1950


====================================

ص 1 المرأة اليابانية فى قصص محمود البدوى

الأدب المصرى فى اليابان
الصورة البصرية والشمية والسمعية
للمرأة اليابانية


اعداد : على عبد اللطيف
و ليلى محمود البدوى


شغلت المرأة جانبا كبيرا من فكر الراحل أديب مصر الكبير محمود البدوى ، وحظيت ابداعاته بالنصيب الوافر منها ، فقدم لنا نمـاذج مختلفة منها من جميـع البـلاد التى زارها وطـاف وجال فيها .

فالمرأة الجميلة " كما كان يقول "
تهز مشاعره وتزلزل كيانه ، ويحب أن يرى الجمال فى الطبيعة وفى الإنسان . وان دورالمرأة هو دور آدم من حواء .. دور الفنان الذى يشعر دوما بالحرمان ، وان كان قد عاش مع نساء الأرض جميعا ، ومن منبع الحرمان يكتب الأديب ، ولو ارتوى ما كتب سطرا واحدا .

وقد انعكس أثر ذلك فى قصصه واستخدم صورا رسمها بقلمه ، يستفز فيها الحواس البشرية خلال صور بصرية وسمعية وشمية صور فيها أوضاع شخصياته فى اليابان منذ زيارته لها فى سنة 1957

ففى قصة " الليل والنهار " يقول الراوى :

" فى حى جنزا حينما دقت الساعة السادسة صباحا . . . . . أخذت المدينة الضخمة تستيقظ بكل ما فيها من حركة وحيوية دافقة وسرته هذه الحركة فاتخذ جانب الرصيف ليتفادى السيارات المنطلقة كالسهام واختلط مع جموع الناس الوافدة على قلب العاصمة ..

النساء والرجال من كل الأعمار فى الكومينو والزى الأوربى ينطلقون مع إشراق الشمس إلى عملهم وعلى وجوههم بسمة الصباح .. وكان يميز أقدام الفتيات وراءه بحركتهن السريعة الرشيقة فإذا اجتزنه بدت السيقان العارية تتألق تحت المعاطف الأرجوانية . . . . . وفى أثناء تجواله اقترب من ملهى « الحريم » ... وشاهد بجوار أبواب الملهى المغلقة وتحت جداره صفا من ماسحى الأحذية من الجنسين رجالا ونساء وراء صناديقهم الزاهية ..

وكان بطل القصة يراهم لأول مرة فسر لمنظرهم الغريب وكان من بينهم فتيات جميلات جدا فزاد تعجبه .. وظل ينقل عينيه من واحدة إلى أخرى كأنه يبحث عن ممثلة تصلح لدور فى رواية سيقوم بإخراجها .. إلى أن استقر بصره على فتاة فى العشرين ربيعا شاقه منظرها فتقدم إليها وراحت تتأمله وراء أهدابها الطويلة وعلى خديها الاحمرار حين وضع رجله على الصندوق .. وكانت ترتدى حرملة زرقاء وتعصب رأسها بمنديل فبدت له كفلاحة مصرية وبدأت فى عملها تحرك الفرشاة برشاقة وعيناها على طفل يحبو بجوارها "


ويقول عن منظر النساء فى لباس الكومينو ، فى قصة " التفاحة " :

" وكان منظر النساء فى لباس الكومينو يستهوى النفس ويأخذ بمجامع القلب .. ورأيت فتاة يابانية فى زى أوروبى تقف على ناصية تحت مصباح أزرق وقفة رائعة ونظرها يتجه إلى بالون كبير مضىء يدور فوق إحدى السطوح !

ورأيت شابا على بعد امتار منها يلتقط لها صورة .. فوقفت أتأملها ..

كانت الفتاة رائعة الحسن حقا ومن نوع جديد شديد الإثارة .. لم تكن تسرف فى زينتها ككل اليابانيات .. بل كانت متأنقة فى جمال طبيعى وفتنة فى العينين الذابلتين وفى الشعر الأسود الشديد اللمعان وكانت تسريحتها يابانية جميلة ووجهها أبيض نضيرا ..

وكانت ترتدى جونلة وصديرا من الصوف البنى .. ينسجم انسجاما رائعا على جسمها الرشيق .. ووقفت أتأملها والمصور يلتقط لها الصورة ثم حركت قدميها الصغيرتين ومضت فى الشارع وحمل المصور آلته ومضى وراءها ..

وتركتها فى زحمة الناس وأنا مأخوذ بسحر جمالها .. "


وفى قصته " ليلة فى طوكيو " يقول :

" والمرأة لاتزال تلبس الكومينو .. وتنحنى فى الشارع للسيدة الأكبر منها سنًا .. وتحمل طفلها على ظهرها بطريقة بديعة .. وتتحدث بصوت ناعم كزقزقة العصافير ..

وكعاملة فى المتاجر الكبرى ، والفنادق ، والمطاعم ، وقاعات الشاى تسيل رقة وعذوبة .. وكأنها تخرجت فى مدرسة أعدتها لذلك العمل ..

وتمشى الوجى فى الطريق .. يعنى بخطوات قصيرة .. كظاهرة مميزة على النعومة والرقة ، وهما من متطلبات الأنثى ..

ولكنك تشاهد إلى جانب هذه من تلبس الزى الأوربى الخالص .. وتقود السيارة بسرعة 100 كيلو فى الساعة ..

والجيل الحديث كله من النساء والرجال يتحدث الإنجليزية .. أما كبار السن فندر منهم من يعرفها .. إلا إذا كان يشتغل بالتدريس ومن أساتذة الجامعات " ..

ويقول الراوى فى هذه القصة ، وهو طبيب مصرى ، حينما دخل لاسعاف مريضة فى مرض الموت ، حتى يأتى الطبيب اليابانى :

" وكشفت الفتاة عن صدر زميلتها .. وشعرت بالخجل وأنا أرى هذا الجمال الآسر .. سبحان من أعطى المرأة اليابانية كل هذه النعومة وهذه الأنوثة وهذه الفتنة وسلبها من الرجل ..

وقفت خجلا مبهورا والفتاة تكشف فتنة الأنثى فى منبع الأمومة والرضاعة والحنان ".

وفى قصته " الجرس " يقول الراوى أنه دخل أحد المتاجر :

" وكان فى المحل أكثر من عشرين فتاة من العاملات فى سن واحدة وعلى مستوى واحد من الجمال الفتان ..

وكان منظرهن ببشرتهن الناصعة البياض فى المرايل الزرقاء والشعر الأسود المعقوص على الطريقة اليابانية .. يأخذ بلب السائح أكثر من النفائس التى فى المتجر .. "

وفى قصة " اللؤلؤة " دعى الراوى إلى حفلة شاى خاصة فى نادى الكتاب بمدينة طوكيو ، وأثناء انشغاله بالحديث مع أحد الأدباء قدمت زوجته .. ويقول :

" وكانت السيدة سوجا ترتدى جاكتة واسعة الأكمام .. فى زى يابانى خالص .. وكانت رقيقة القد متألقة الوجه فائقة الجمال ويتوج رأسها باقة من الشعر الأسود المتموج الشديد اللمعان .. وكان فمها صغيرا .. وأسنانها صغيرة وفى صفاء اللؤلؤ .. وفى عينيها البراقة تلك الضمة الصغيرة التى تتميز بها اليابانيات على سائر البشر ..

وراحت وجاءت فى القاعة الصغيرة كالطاووس الجميل وهى تمسك بآلة التصوير فى يدها .. ثم وقفت أخيرا بجانبنا .. وجذب انتباهى إليها .. صفاء عينيها ووجه لم أر له شبيها فى مدينة طوكيو كلها .. . . .

وكانت السيدة سوجا مسرورة فى الواقع لكونى أديبا مثل زوجها أداشى وكانت تخص هذا بكل مشاعرها فى كل لحظة .. محياها المتألق وعنقها الرقيق.. ويداها الناحلتان .. ودماثتها وحنانها .. كل هذه الأشياء تتجه إلى زوجها وأدركت أنها تعبده وتنظر إليه كعبقرى عديم النظير . . . .

وخرجت منها بأن المستر اداشى إنسان يصرخ بالعذاب فى مدينة ضخمة تعصر روحه وتقف بجانبه زوجة جميلة تناصره بحنانها وتساعده على المضى فى طريقه برغم الفقر وانقطاع السبل " .

ويصف الراوى العاملات فى النزل فى قصة " الدليل " وقد ذهب إليه برفقة الدليل .. فيقول :

" وفى صباح اليوم التالى .. قرعنا باب هذا النزل .. وفتحت لنا فتاة ترتدى الكومينوالباب .. وبعد أن أحنت رأسها مرحبة .. قادتنا إلى الداخل على ممشى طويل مفروش بالحصير . . . . .

وقد خلعت حذائى على الباب الخارجى ولبست خفا يابانيا .. وجلست على حشية فى قاعة الشاى .. وحولى ثلاث فتيات يقدمن لى الشاى والفطائر ..

وكان فى الطابق الذى أقيم فيه سرب من الحسان العاملات يلبسن الكومينو الأزرق والمزركش ..

ولقد عرفت أيهن التى تقدم الشاى وأيهن التى تساعد النزيل على خلع ولبس ملابسه.. وأيهن التى تقوم على الخدمة فى المغطس ..

ولم أكن أدرى لماذا توجد المرأة بكثرة فى فنادق اليابان ونزلها .. وأدركت أنها تزاول كل الأعمال السهلة وتترك الأعمال الشاقة للرجل ..

وكانت مديرة النزل سيدة أيضا فى حوالى الأربعين من عمرها .. وتجلس على حشية فى المدخل .. وتحرك كل هؤلاء العاملات بابتسامتها ومجرد إيماءة من رأسها .

وكنت أراها .. لا تبرح مكانها إلا قليلا .. وكانت أكثر لطفا من أية سيدة يابانية وقع عليها بصرى .. . . . ولا تزال نضيرة وأجمل من كل عروس .. ووجهها يضئ كالشمع .. وأحسبه فى مثل نعومته . . . . .

وكانت تحيينى على الطريقة اليابانية .. ومن عينيها يطل البشر والإيناس. . . . .


وكنت لا أحب أن تأتى الفتاة القائمة على خدمتى إلى غرفتى فى الصباح حسب العادة اليابانية لتساعدنى على ارتداء ملابسى أو تربط لى ياقة رقبتى وأقاوم هذا والفتاة العاملة تضحك ..

والظاهر أنها حدثت السيدة المديرة بما حدث فجاءت هذه إلى وهى تبتسم وكانت تكتفى بربط الكرافتة .. وضم سترتى على صدرى .. وكنت أحادثها فى هذه الفترة وأشعر بأنفاسها على بعد شبر واحد منى .. وألمس نعومة بشرتها وأنظر إلى أصابعها العاجية الدقيقة .. وهى تتحرك على عاتقى .. وشعرها الأسود الغزير يتموج فوق رأسها .. ويكاد يلمس شفتى ..

كنت أشكرها وأتناول يدها .. بعد هذه المساعدة وأقبلها وكانت تقابل هذه القبلة على يدها بالفرح الذى يغمر القلب .
ولاحظت ذات صباح .. وهى تقترب منى وتربط لى ربطة العنق أن فى وجهها شيئا ولما دققت النظر تيقنت أنها تضع ما يشبه القناع من البلاستيك على وجهها وقد غطته ببراعة بطبقة من الدهون والمساحيق ليظهر طبيعيا .. وأبعدت عينى عنها حتى لا تلاحظ أنى أتفحصها .. ولكنى شغلت بما رأيت.. وددت أن أتأكد منه وقد أكد لى الأمر .. عندما رأيتها ذات ليلة فى غرفتها تخلع هذا القناع .. وكان الستر منزاحا قليلا .. فلما استدارت لترده ابتعدت مسرعا حتى لا يقع بصرها علىّ .. ولكننى رأيت الحروق تشوه خدها الأيمن كله .. وأسفت لها .. وازداد تعلقى بها . . . . .

خمنت أنها أصيبت فى غارة على طوكيو .. فى الحرب الأخيرة .. وقد تأكد لى ذلك دون أن أوجه سؤالا مباشرا لأحد بعينه . . . . .

لقد مزقت الحرب أوصالهم .. ولكنها لم تقتل روحهم .. ولم تغير شيئا من فتوتهم الجبارة "

ويقول الراوى فى قصة " وقفة فى جنزا " :

" ولم أكن وأنا أضرب فى قلب الحى منذ ساعة أدرى السبب الذى مال بى إلى ملعب القمار .. وربطنى بسلسلة فى هذه الآلة .. لعله السأم .. أو القلق أو الوحدة المرة ..
لم أكن أعرف أحدا فى هذه المدينة الكبيرة ..
وأخذت كالسمكة الصغيرة التى تسبح فى المحيط .. أتحرك .. حتى وقعت فى الشبكة . . . . . فتلفت فوجدت حسناء يابانية تقف ورائى .. وأفسحت لها المكان .. واحتلت مكانى .. وحركت الأكرة برفق .. فتساقطت الينات .. وابتسمت وهى تنظر إلى فى وداعة . . . . . فظلت ترمقنى بعينين باسمتين وأنا أتفحصها من أنفها لقدميها .. كانت جميلة الوجه .. رقيقة المشاعر وتتكلم الإنجليزية بطلاقة . . . . .

ورأيت إنسانا جميلا ينتشلنى من وحدتى القاتلة فى المدينة الكبيرة وخفت أن تفلت منى "

وبعد أن اصطحبها الراوى إلى مكان هادىء .. يقول :

وجلسنا فى الزاوية الشرقية نستمع إلى موسيقى خفيفة فى جو مشبع بالشاعرية ويبعث على النشوة ويحرك القلب ..
ــ ما هو عملك فى طوكيو ..
ــ أمشى فى الليل ..
وارتجف بدنى .. الحرفة نفسها هزتنى .. ولكن جمال الفتاة أسرنى ... وكنت مأخوذا بشىء جديد لا أستطيع رده .. كنت منجذبا إلى عينيها ولون شفتيها وتاج الشعر الذى يغطى رأسها الصغير .. وبشرة صافية فى لون الحليب الممزوج بالشهد .. ولم أر فى حياتى شفتين فى لون الكريز يتنديان بالرضاب من أقل انفعال كشفتيها .. "

وفى قصة " الصورة الناقصة " يصف الراوىفتاة الحان فيقول :

" ووجدت نفسى أجلس أمام واحدة من الفتيات .. ولعلها جذبتنى بقوة المغناطيس الذى فى عينيها وكانت ترتدى صديرا من الصوف الرمادى .. وبنطلونا أحمر .. كأى فتاة أمريكية من برودواى .. وجلست أنظر إلى عينيها برقة .. كانت وادعة .. ولا يبدو عليها أنها من فتيات البارات .. وأدركت أننى لهذه الوداعة اخترتها . . الغريب يلجأ دائما إلى منطقة الأمان . . . . .

لم أر فتاة فى مثل جمالها .. لا فى بوخارست ولا فى وارسو .. ولا فى برلين .. ولا فى بودابست .. ولا فى استنبول .. ولا فى هونج كونج . . . . .

وتعجبت لوجودها فى هذا المكان .. وأدركنى العجب أكثر .. منذ محادثتها فقد بدت على ثقافة عالية ولم تكن تدفعنى إلى الشراب أو تطلب لى المزيد منه كفتيات الحانات .. بل كانت تتركنى بكل حريتى "

ويصف فتاة أخرى من الحان حينما جاءت إليه فى قصة " فتاة من جنزا " فيقول :

" وكان الكومينو يضم جسما دقيق التكوين بالغ الحد فى الدقة والوجه الصغير .. فيه شحوب العذراء التى تسهر الليل قبل الأوان ..
وكان أنفها الدقيق يكاد يلامس أنفى .. وهى تسألنى فى صوت خافت بإنجليزية سليمة . . . . .

وعن فتيات الليل يقول فى قصة " حكاية من طوكيو " :

" ورأيت سربا من الحسناوات اليابانيات من بنات الليل .. وهن فى حفل من الزينة .. وكانت وجوههن جميعا ... كأنها مطلية بالكريم الأبيض .. اللامع .. وكن مستغرقات تحت البواكى وملتصقات بالحائط .. وكن فى معاطف من الفراء من كل الألوان .. "

ويصف احداهن فيقول :

" وكانت متوسطة الطول بيضاء .. تقص شعرها الاجارسون وترتدى فستانا من قطعة واحدة قصيرا إلى الركبة .. ومنسجما مع قوامها الجميل ..

وكانت عيناها سوداوين .. ووجهها طويلا وعلى خدها الأيمن شامة سوداء .. كغرسة دبوس كبير تركت الخد يدمى .. "
================================
أسماء قصص محمود البدوى المشار إليها وتاريخ نشرها :
وهى منشورة على الرابط
http://stories1908.blogspot.com/2006/12/blog-post_4655.html
* "الصورة الناقصة " نشرت فى ص. الشعب 16/11/1958
*" الحقيبة " نشرت فى ص. الشعب 28/4/1958 * " الجرس " نشرت فى ص. الشعب 26/5/1958 * " حكاية من طوكيو " نشرت فى م. الجيل 12/1/1959 * " اللؤلؤة " نشرت فى ص. المساء 8/4/1960 * " الدليل " نشرت فى م. الجيل 29/8/1960
* " التفاحة " نشرت فى مجموعة غرفة على السطح 1960
* " فتاة من جنزا " نشرت فى م. آخر ساعة 21/6/1961 * " الليل والنهار " نشرت فى م . آخر ساعة 16/5/1961
*" وقفة فى جنزا " نشرت فى ص . التعاون 17/4/1966
* " ليلة فى طوكيو " نشرت فى صحيفة أخبار اليوم 30/6/1984
وأعيد نشر القصص فى كتاب " قصص من اليابا ن " من اعداد وتقديم على عبد اللطيف و ليلى محمود البدوى ـ مكتبة مصر ط 2001
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى هذا الموضوع " صورة المرأة البصرية والشمية والسمعية "
يبين أن محمود البدوى سبق الاتجاه الأوربى الحديث الذى يهتم بإرضاء الحواس البشرية ومخاطبة البصر والسمع من خلال صور تستفز البهجة والمتعة الحسية والذى هلل له الغرب ورأوه ثورة تخلص النقد من الاغراق فى المضامين والدلالات، ذلك الإغراق الذى بدأ منذ ارسطو واستمر يفرض شبحه على النقد الغربى حتى العصر الحديث.وهذا الاتجاه الحسى كان مسيطرا على البلاغة العربية فى عصورها القديمة التى ركزت على الصور الشكلية من تشبيه واستعارة ومحسنات لفظية وموسيقية ، ومن اهتمام بالكلمة والجملة فى حالة التقديم والتأخير وفى حالة الانشائية والخبرية.ولا أقول أن محمود البدوى كان متنبها لهذا الاتجاه عند نقاد الحداثة فى الغرب ، لأن هذا الاتجاه ظهر أخيرا، والدليل على ذلك تاريخ نشر القصة التى نقلت منها هذه الصورة ، وذلك منذ قصته الأولى التى نشرت فى عام 1935. ولذلك فإن محمود البدوى يعد رائدا للاتجاه الوصفى فى مجال القصة القصيرة فى مصر
وكلما يقرأ الناقد قصة للبدوى، فإنه يكتشف الجديد والريادة، لأن قصته كالماسة الثمينة التى تشع الوانا عديدة يصطاد منها الناقد ما يستطيع من شعاع بحسب قدرته وموهبته